أعلن أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة عن معلومات جديدة تتعلق بحرب أكتوبر 1973، تكشف عن وجود وثائق تشير إلى محاصرة عدد من الخبراء السوفييت مع الجيش الثالث الميداني المصري خلال تلك الفترة التاريخية.
الحقائق المخفية
وفي منشور له بعنوان “أسرار الرمال: هل طردت مصر كافة الخبراء السوفييت قبل حرب أكتوبر؟”، أشار سلامة إلى أن ذاكرة المصريين تحتوي على مزيج من الروايات، بعضها حقائق واضحة بينما يحتوي البعض الآخر على تحريفات تنتقل بين الأجيال.
وأكد على وجود “حقائق مغلوطة” تتعلق بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، حيث يعتقد كثيرون بوجود بنود سرية رغم أن المعاهدة نشرت على الملأ.
قضية الخبراء السوفييت
وأضاف أن هنالك واقعة أخرى مهمة، تتعلق بـ “طرد” الخبراء السوفييت قبل حرب أكتوبر، حيث يعتقد العديد من المصريين أن مصر تخلت عن جميع الخبراء السوفييت عشية الحرب، وهو اعتقاد يحمل طابع الشجاعة.
وفي الواقع، كما يظهر من التاريخ، كانت الحقيقة مختلفة تمامًا. فمصر لم تتخلَ عن جميع خبرائها، بل كانت عشرات من ضباط الدفاع الجوي السوفييت محاصرين مع القوات المصرية في الجيش الثالث الميداني خلال معارك أكتوبر.
تغيرات السياسة الدولية
وأكد سلامة أن وجود هؤلاء الخبراء كان له تأثير كبير على الجدل بين المندوبين السوفيتي والأمريكي في الأمم المتحدة، مما أدى إلى إصدار قرار مجلس الأمن رقم 338 لوقف إطلاق النار في أكتوبر 1973.
وصف سلامة الوضع بأنه مؤسف، حيث تم إخفاء وتزييف حقائق تاريخية هامة على يد بعض الأطراف غير الأمينة.
إعادة فهم التاريخ
واختتم بالقول إن الكشف عن هذه الحقائق قد يؤثر بشكل كبير على فهمنا لأحداث أساسية في تاريخنا المعاصر. وتساءل: “هل حان الوقت لنكشف الستار عن هذه الأسرار، ونرى تاريخنا كما هو، بكل تعقيداته وخفاياه، دون تحريف أو تضليل؟”
حرب أكتوبر
حرب أكتوبر، المعروفة أيضًا بحرب العاشر من رمضان في مصر، هي حرب شنتها مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973، وتعتبر رابع الحروب العربية الإسرائيلية. بدأت العمليات العسكرية في 6 أكتوبر 1973، عندما نفذ الجيش المصري هجومًا مفاجئًا في جبهة سيناء بينما هاجمت القوات السورية هضبة الجولان.
نجحت القوات المصرية والسورية في تحقيق أهدافها الأولية، حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس وتوغلت بنجاح في سيناء، بينما حققت القوات السورية تقدمًا في هضبة الجولان.
نتائج الحرب
على الرغم من النجاحات الأولية، تمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة بعض المناطق، وفتح ثغرة الدفرسوار. انتهت الحرب رسميًا في 24 أكتوبر من خلال اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أن تنفيذ القرار على الجبهة المصرية لم يدخل حيز التطبيق إلا في 28 أكتوبر.