السبت 11 أكتوبر 2025
spot_img

غرق الإسكندرية والدلتا: وزيرة البيئة تكشف السيناريوهات المحتملة

spot_img

كشفت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، عن سيناريوهين مختلفين بشأن تأثير التغيرات المناخية على مدينة الإسكندرية ودلتا النيل، منوهة بوجود تحديات تصاحب هذه المناطق.

تحذيرات بيئية جديدة

أكدت وزيرة البيئة، في تصريحات لها مع الإعلامية لميس الحديدي، أن الحكومة المصرية تأخذ تحذيرات التغيرات المناخية على محمل الجد. وأشارت إلى أن التوقعات تشير إلى تهديد مدينة الإسكندرية والدلتا بالاختفاء في المستقبل القريب.

وأوضحت فؤاد أن الدراسات تعكس وجود سيناريوهين متباينين. السيناريو المتشائم يتوقع غرقًا كاملاً للمنطقة بحلول عام 2100، بينما السيناريو المتفائل يشير إلى أضرار جسيمة في بعض المناطق المحددة. الحكومة تسعى لمواجهة كلا السيناريوهين من خلال استراتيجيات شاملة.

استراتيجيات الحكومه للحماية

أفادت الوزيرة بأن مصر بدأت منذ سنوات بتنفيذ إجراءات وقائية لحماية سواحلها. تشمل هذه الإجراءات إنشاء سدود طبيعية وأنظمة إنذار مبكر، بالإضافة إلى تطوير 16 مدينة جديدة في الصحراء لاستيعاب الزيادة السكانية وتخفيف الضغط على الدلتا.

وأشارت إلى أن هذه المدن تهدف إلى إعادة توطين السكان في مناطق أكثر أمانًا. يأتي ذلك في سياق توقعات ارتفاع منسوب البحر الأبيض المتوسط نتيجة لذوبان الجليد الناجم عن الاحتباس الحراري.

هزات أرضية وتحذيرات عالمية

تزامنًا مع تصريحات الوزيرة، شهدت مناطق مثل البحر الأحمر ومطروح والجيزة هزات أرضية خفيفة، حسبما أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية، مما يبرز هشاشة المناطق الساحلية أمام التغيرات البيئية.

وأضافت فؤاد أن مواجهة هذه التحديات تستلزم زيادة التمويل الدولي وتوفير تكنولوجيات متقدمة إلى جانب تدريب مكثف للموارد البشرية. وكشفت عن إطلاق خريطة تفاعلية لتتبع تأثيرات التغيرات المناخية حتى عام 2100.

مشاريع حماية الشواطئ والاستراتيجيات الوطنية

أكدت الوزيرة أن مشاريع حماية الشواطئ، التي تشمل إتمام 60% من حماية 69 كيلومتراً من سواحل الدلتا، هي جزء من استراتيجية وطنية لمواجهة ارتفاع منسوب البحر. كما يعمل البلد على تعزيز مشاريع خضراء مثل زراعة المسطحات الخضراء.

هذا وارتبطت هذه التحذيرات بتصريحات دولية، من بينها ما صدر عن رئيس الوزراء البريطاني السابق في قمة المناخ “كوب 26″، حيث حذر من خطر اختفاء الإسكندرية.

تحديات متزايدة للدلتا والإسكندرية

تُعتبر مدينة الإسكندرية، ثاني أكبر مدينة في مصر وأهم موانئها على البحر الأبيض المتوسط، ودلتا النيل التي تعد القلب النابض للإنتاج الزراعي، من بين أكثر المناطق عرضة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يُحتمل أن يرتفع منسوب البحر الأبيض المتوسط بين 25 و98 سنتيمترًا بحلول عام 2100، ما يهدد بغرق ثلث الأراضي الزراعية في الدلتا وجزء كبير من الإسكندرية.

دراسات وأبحاث تدق ناقوس الخطر

دراسة دولية نشرت في مجلة “Earth’s Future” عام 2025 أظهرت زيادة تأثير التغيرات المناخية على الإسكندرية. كما أكدت دراسات سابقة أن الدلتا قد تخسر نصف مساحتها بحلول عام 2100.

ورغم التحذيرات، هناك من يؤكد على أن الحاجز الجيري الذي تقع عليه الإسكندرية يوفر مستوى من الحماية ضد هذه التحديات. وتمثل استراتيجية مصر الوطنية لتغير المناخ 2050 خطوة نحو تعزيز قدرة البلاد على مواجهة تغيرات المناخ.

الإجراءات والجهود المستمرة

تشمل الاستراتيجية الوطنية عدة أهداف، من بينها تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما تعمل الدولة على إنشاء سدود طبيعية وتطوير أنظمة للإنذار المبكر.

تستمر مصر في العمل لوضع خطط للتقليل من المخاطر وضمان مستقبل آمن لسكانها أمام التغيرات المناخية المتزايدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك