السبت 21 يونيو 2025
spot_img

رئيس النيجر: قوى غربية تسعى لإعادة توطين الإرهاب في الساحل

اتهم الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس المجلس العسكري في النيجر، قوى غربية بالتعاون مع جماعات إرهابية لاستهداف دول الساحل الأفريقي، منها مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وقد أشار إلى أن هذه الدول تعتزم الاتحاد في كونفدرالية جديدة، وإنهاء أي تعاون عسكري مع فرنسا، والتوجه نحو التحالف مع روسيا.

تصريحات مهمة

وفي حديثه في مقابلة تلفزيونية مطولة استغرقت أكثر من أربع ساعات، تناول الجنرال تياني قضايا داخلية وخارجية، وركز بشكل خاص على الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعانيها النيجر ومنطقة الساحل، نتيجة تصاعد الأنشطة الإرهابية.

وأوضح أن القوى الغربية، بما في ذلك فرنسا، تخطط لزعزعة استقرار “كونفدرالية دول الساحل” من خلال وسائل “غير مباشرة”، تتضمن شبكات استخباراتية وطرفيات محلية وجماعات مسلحة. ووصف ما يجري بأنه “مؤامرة” تستهدف أفشال هذا المشروع الإقليمي.

أزمة التحالفات

تشكل تحالف دول الساحل بعد توقيع اتفاقية للدفاع المشترك بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو في سبتمبر 2023، رداً على تهديد أمني من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي هددت بالتدخل العسكري في النيجر ضد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.

تشير المصادر إلى أن هذه الدول باتت متقاربة مع روسيا، وتُعتبر معادية للنفوذ الغربي، بعد أن كانت تستضيف القوات الفرنسية لعقود. وقد قررت تلك الدول تطوير اتفاقية الدفاع لتصبح مشروعاً أكبر يشمل عملة موحدة وجواز سفر مشترك.

نشاطات خفية

أشار الجنرال تياني إلى وجود “خلايا فرنسية” تعمل في منطقة الساحل لزعزعة الأمن، موضحاً أن خلية أولى تشكلت بعد انقلاب 26 يوليو 2023، ويرأسها جان-ماري بوكل، مبعوث الرئيس الفرنسي إلى أفريقيا. وأكد أن هذه الخلية تضم ضباطاً فرنسيين بهدف السيطرة على الأوضاع الأمنية.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر الجنرال أن هناك خلية ثانية أسست في سبتمبر 2024، تحت إشراف كريستوف غيو، تضم عناصر من الاستخبارات الخارجية الفرنسية ودبلوماسيين، وأن لديها تمويل كبير لتعزيز مهام زعزعة استقرار تحالف دول الساحل.

الهجمات الإرهابية

لفت تياني إلى ما وصفه بـ “إعادة توطين الإرهاب” في الحدود بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي مناطق شهدت في السنوات الأخيرة هجمات إرهابية متزايدة من جماعات مثل “داعش” و”القاعدة”.

كما اتهم دولة بنين المجاورة بتسهيل استقرار المسلحين في شمال أراضيها، التي وصفها بأنها تحت النفوذ الفرنسي. وأشار الجنرال إلى اجتماع عُقد في مارس 2025 بين ممثلين غربيين وجماعات مسلحة، معتبراً أن ذلك يهدف لاستخدامهم في حرب غير مباشرة ضد تحالف دول الساحل.

التحديات القادمة

أكد الجنرال تياني أن النيجر ومالياً وبوركينا فاسو ستعمل على مواجهة هذه التحديات عبر “الوحدة والصمود”، مشيراً إلى إطلاق “قوتها العسكرية المشتركة” لتعزيز الجاهزية لمواجهة خطر الإرهاب.

وأوضح أن هذه القوات أصبحت جاهزة لتنفيذ عمليات على الأرض، حيث باشروا بالفعل تحركات ميدانية، مؤكداً أن الوضع يتطلب استعداداً عسكرياً متزايداً لضمان بقاء الدول الثلاث. ودعا إلى مواجهة الأهداف الأجنبية التي تستهدف استقرار التحالف، قائلاً إن الصراع يتعلق بوجودهم.

اقرأ أيضا

اخترنا لك