أعلنت شركة كهرباء السودان أنها وقعت اتفاقًا مع الحكومة المصرية لزيادة حصة الطاقة الكهربائية الموردة إلى الولاية الشمالية، وذلك عبر مشروع الربط الكهربائي المصري-السوداني.
اتفاق حيوي لمواجهة الانقطاع
يأتي هذا الاتفاق كخطوة حاسمة للحد من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، التي استمرت لأكثر من 40 يومًا في الولاية الشمالية. هذه الأزمة تسببت في شلل اقتصادي وخسائر كبيرة، لا سيما في القطاع الزراعي وتأثيرات سلبية على المستشفيات والمراكز الصحية.
وجاء الإعلان عقب زيارة قام بها وزير الطاقة والنفط السوداني، الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد، إلى القاهرة، حيث التقى نظيره المصري محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
تحسين إمدادات الطاقة
ذكر بيان صادر عن شركة كهرباء السودان أن الاتفاق يهدف لتأمين إمدادات الكهرباء في الولاية الشمالية من خلال تعزيز الإمدادات عبر خط الربط الكهربائي. سيمتد التركيز على الالتزام بتوزيع عادل يضمن استفادة جميع المناطق من الكميات المتاحة.
تفاقمت أزمة الكهرباء في السودان نتيجة الهجمات بواسطة طائرات مسيرة، والتي استهدفت محطات تحويل رئيسية كسد مروي ومحطات توليد في دنقلا، في شهر أبريل الماضي.
هجمات تؤثر على البنية التحتية
واتهمت السلطات السودانية قوات “الدعم السريع” بالمسؤولية عن هذه الهجمات، التي أدت إلى تدمير ثلاث محطات كهرباء في مدينة أم درمان. هذا التدمير تسبب في انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم والمناطق المحيطة بها.
ولم تقتصر تأثيرات هذه الهجمات على البنية التحتية، بل امتدت إلى القطاعات الأساسية، حيث عانت المشاريع الزراعية المروية والمصانع من توقف الإنتاج، كما واجهت المستشفيات تحديات في تشغيل المعدات الطبية.
خطط إعادة توزيع الطاقة
وأكد مدير عام شركة كهرباء السودان، عبد الله أحمد محمد، أن عودة التيار الكهربائي إلى الولاية الشمالية ستكون تدريجية. سيتركز الجهد على تحقيق توزيع عادل لضمان استدامة الإمدادات.
يعتبر مشروع الربط الكهربائي المصري-السوداني، الذي بدأت مناقشاته مؤخرًا، خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة وسط التحديات التي يعيشها السودان بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023.
تعاون دولي لمواجهة الأزمات
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود السودان لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، حيث أبرم البلاد اتفاقيات مع دول مثل الصين ومصر لتشغيل المحطات الكهربائية وتوريد معدات الجهد العالي.
يظهر هذا الاتفاق التزام مصر بدعم السودان في مواجهة أزماته، خاصة بالمناطق الحدودية مثل الولاية الشمالية، التي تعتمد بشدة على الزراعة كمحرك اقتصادي. ومع استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية، يُنظر إلى هذا التعاون كفرصة لتخفيف معاناة المواطنين واستعادة الاستقرار في القطاعات الحيوية.
أزمة كهرباء خانقة
تعاني الولاية الشمالية في السودان من أزمة طاقة خانقة، زاد من تفاقمها النزاع المستمر منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. أدت الهجمات المنهجية على البنية التحتية، بما في ذلك محطات الكهرباء وسد مروي، إلى انقطاع كهرباء طويل الأمد، مما أثر بالسلب على القطاعات الزراعية والصناعية والطبية.
ووفقًا لتقارير، فإن حوالي 60% من السكان في السودان يعيشون بدون كهرباء بشكل دائم أو متقطع، مما يزيد من التحديات الإنسانية، حيث بلغ تعداد النازحين أكثر من 12 مليون شخص، في ظل مجاعة حادة تهدد نصف السكان.