وصل وفد تركي رفيع المستوى إلى جمهورية النيجر، على رأسه وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز المخابرات، لتعزيز العلاقات بين تركيا والنيجر عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ولبحث الملفات الدولية والإقليمية المشتركة.
يضم الوفد التركي 3 وزراء، هم: هاكان فيدان وزرير الخارجية، ويشار غولر وزير الدفاع، وألب أرسلان بيرقدار وزير الطاقة والموارد الطبيعية، يرافقهم ضمن الوفد إبراهيم قالن رئيس جهاز الاستخبارات التركية، وأوزغور فولكان آغار مساعد وزير التجارة، وخلوق غورغون رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية التابعة للرئاسة.
تفاصيل الزيارة
وحول تفاصيل المباحثات بين تركيا والنيجر، كشفت مصادر دبلوماسية تركية، أن الوفد يبحث مع المسؤولين في جمهورية النيجر، عدد من الملفات المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية والسياسية القائمة بين البلدين، إضافة إلى تحديد الخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز هذا التعاون المشترك.
ويعد التعاون العسكري والاستخبارتي على رأس هذه المناقشات وهو ما يظهر من وجود وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات ضمن الوفد التركي، كما سيناقش هذا الوفد آخر المستجدات التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي والتطورات المتعلقة بقطاع غـز ة.
المشهد السياسي والأمني
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الحالة الأمنية والسياسة الداخلية والخارجية في النيجر تغييرات جذرية، بسبب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم منتصف العام الماضي، بالإضافة إلى التوترات الدولية والإقليمية المتصاعدة، حيث قطعت جمهورية النيجر علاقاتها العسكرية مع عدد من الدول الغربية بسبب الانقلاب مثل فرنسا وأمريكا وألمانيا، واتجهت إلى تعزيز علاقاتها مع عدد الدول الأخرى مثل إيران وروسيا.
ومن ثم جاءت تركيا في ظل هذه التحولات التي تشهدها النيجر كواحدة من الشركاء الذين تسعى النيجر لتعزيز التعاون معهم، خاصة في المجال العسكري والمخابراتي، حيث أبدت النيجر اهتمامها ببناء قاعدة جوية عسكرية تركية على أرضها لدعم عمليات الطائرات المسيرة بدون طيار التي حصلت عليها من أنقرة مؤخرًا، وهو ما أشار إليه معهد دراسة الحرب الأمريكي (I S W)، وانضمت الطائرة المسيرة التركية “بيرقدار” مؤخرا إلى صفوف القتال في جيشي مالي وبوركينا فاسو، الحليفين للنيجر.
آمال النيجر وأحلام تركيا
وكان في استقبال الوفد التركي لدى وصوله، الجنرال عبد الرحمن تياني، والذي وصل إلى رأس السلطة -قبل عام- عبر الانقلاب العسكري، وعقب اللقاء الذي جمع بينهما أكد وزير الخارجية التركي للصحفيين أنه تم مناقشة التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية والاستخباراتية ضمن إطار مكافحة الإرهاب الذي يهدد استقرار دول الساحل الأفريقي.
وأعرب وزير خارجية تركيا عن أن الأمن والسلام والاستقرار في إفريقيا يعد ضمن الأولويات التركية، وهو ما يشير إلى سعي تركيا لأن تكون أحد الشركاء الأساسيين للنظام الحاكم في النيجر بجانب روسيا وإيران، خاصة وأن الزيارة تأتي في وقت قامت فيه نيامي بتغيير شركائها الدوليين، وطردها للجنود الأمريكيين والفرنسيين من على أرضها، وإنهاء ألمانيا تعاونها العسكري مع النيجر بسبب ما وصفته بغياب “الموثوقية” في علاقاتها مع النيجر.
وكانت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، خلال زيارة لها إلى دولة ساحل العاج، قالت إنه من غير الممكن لبلادها أن تواصل التعاون العسكري مع النيجر بسبب ما وصفته بانعدام الثقة في النظام العسكري الحاكم في الدولة، مؤكدة أنه لم يعد بالإمكان استمرار التعاون السابق لأن الثقة لم تعد موجودة، وكانت ألمانيا أعلنت أنها ستُوقف تشغيل قاعدة النقل الجوي التابعة لها في النيجر، وأنها ستسحب جنودها من هناك، بنهاية أغسطس القادم.
وخلال زيارة الوفد التركي للنيجر، عبر رئيس وزراء النيجر علي الأمين زين، عن ترحيبه بالتعاون مع دولة تركيا خاصة في المجال العسكري، معربا عن أن التحديات الأمنية التي تشهدها بلاده تتطلب وسائل دفاعية متقدمة، وأنه يرى أن تركيا يمكنها تلبية هذه الاحتياجات، مشيرا إلى أنهم سيمنحون المستثمرين الأتراك كافة التسهيلات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتعمل الشركات التركية في النيجر بشكل نشط في مجالات المقاولات والخدمات والطاقة والمعادن، بالإضافة إلى بعض الخدمات الصحية والتعليمية التي تقدمها تركيا للنيجر عبر مستشفى الصداقة التركي النيجري ووقف المعارف التركي الذي يدير 13 مدرسة هناك.
وفي تقرير نشره موقع BBC البريطاني، تحت عنوان: “وساطة تركية وقيادة روسية.. رحلة مرتزقة سوريين إلى النيجر” تم الكشف عن أن لتركيا دور في إرسال المرتزقة المقاتلين إلى النيجر، حيث أوضح التقرير أنها أرسلت مرتزقة مقاتلين سوريين إلى النيجر، تم تجنيدهم من قبل شركة “سادات” التركية الأمنية الخاصة، وأوضح التقرير أن هؤلاء المرتزقة تم وضعهم تحت قيادة روسية بعد وصولهم إلى النيجر.