فاجأ دونالد ترامب، المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المشهد السياسي الأمريكي، باختياره للسيناتور الشاب جيمس ديفيد فانس “جي دي فانس” ليخوض معه السباق الانتخابي على منصب نائب الرئيس الأمريكية، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول من هو جي دي فانس الذي يعتبر من قدامى المحاربين المشاركين في حرب العراق، وسيحوذ على منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟.
مولده ونشأته
ولد السيناتور الأمريكي جي دي فانس -والذي يبلغ من العمر 39 عاما- في 2 أغسطس عام 1984 بمدينة ميدلتاون التابعة لولاية أوهايو، نشأ هناك وسط عائلة متوسطة الدخل في بيئة صعبة مليئة بالتحديات، حيث نشأ وكًبُر على يد ودعم جدته لأمه “ماماو” والتي كان يعتبرها ملهمته، في وقت كانت تعاني فيه والدته من إدمان المخدرات، وقضى جزء من طفولته في ولاية كنتاكي بمدينة جاكسون.
أنهى جي دي فانس دراسته الثانوية عام 2003، ثم التحق ضمن قوات مشاة البحرية الأمريكية في الفترة ما بين عامي 2003 و2007، حيث شارك في الحرب الأمريكية ضد العراق، وتوفيت جدده بعد وقت قصير من التحاقه بالجيش عام 2005.
التحق بجامعة ولاية أوهايو، ومنها حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والفلسفة عام 2009، ثم حصل على الدكتوراة عام 2013 في القانون من كلية الحقوق بجامعة “ييل”.
حياته المهنية
بعد تخرجه عمل كمستشار في مجال الاستثمار بمدينة سان فرانسيسكو، لكنه سرعان ما انتقل إلى التأليف والعمل في الكتابة والتحليل الاجتماعي.
في عام 2016 برز أسم “جي دي فانس” عندما نشر كتابه: “Hillbilly Elegy” والذي استعرض فيه قصة حياته والتحديات التي واجهها كشخص ينتمي إلى طبقة “هيلبيلي” التي تشير للطبقة العاملة الفقيرة التي تعيش في أجزاء من أبلاشيا وأوهايو وكنتاكي، وأرخ في كتابه للآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الناتجة عن تراجع الصناعة في مدينة أوهايو.
وحظي جي دي فانس بشهرة واسعة عندما تحول كتابه الشهير إلى فيلم سينمائي عرضته منصة نتفليكس في عام 2020، وقد ساعده كتابه في البروز والظهور كشخصية مؤثرة في المناقشات الوطنية التي تدور حول الفقر والهوية.
حياة جي دي فانس الشخصية
زوجته هي “أوشا فانس” محامية ناجحة، تعرفا على بعضهما عندما كانا يدرسان في جامعة “ييل”، وتزوجا عام 2017، وهي فتاة ذات أصول هندية ولدت لأبوين مهاجرين من الهند، ويعيش “جي دي” مع زوجته أوشا التي أنجبت له 3 أطفال في ولاية أوهايو.
علاقته بترامب
كان فانس من المعارضين لترمب بشده، لكنه ومع تطور الزمن والأحداث أصبح من أشد الداعمين والمدافعين عنه وعن أفكاره وسياساته.. ففي عام 2016 خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية كان فانس رافضا لدونالد ترامب حتى أنه وصفه بـ”هتلر أميركا” وبالساخر، وانتقد سياسته وخطاباته ضد المهاجرين والمسلمين.
لكنه في عام 2021 عاد ليعتذر عن انتقاداته ورفضه السابق لدونالد ترامب، حتى أنه أشاد بفترة ولايته في البيت الأبيض، وأعرب عن ندمه على انتقاده، وأيد مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات في عام 2020.
دخوله عالم السياسة
انضم جي دي فانس إلى الحزب الجمهوري ومنه دخل إلى عالم السياسة، وعرف بأنه من المحافظين الجمهوريين.
وفي عام 2022 ترشح لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أوهايو، وفاز وحصل على المقعد بعد حملة انتخابية مثيرة للجدل بفضل دعم ترامب الذي ساعده في التفوق على منافسه الديمقراطي تيم ريان والجمهوري جوش ماندل، بالإضافة إلى الدعم الكبير من المانحين فقد حصل على 15 مليون دولار لدعم حملته من شخص واحد مؤسس شركة “باي بال”، وهو ما جعله من الشخصيات البارزة في أوساط الحزب الجمهوري.
يعرف داخل الحزب الجمهوري بأنه شخصية مشاغبة ومثيرة، فعقب محاولة اغتيال ترامب الأخيرة اتهم -في تغريدة له على منصة “x”- استراتيجية حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها السبب وراء هذا الحادث، مشيرا إلى تصريحات بايدن التي وصف فيها ترامب بالفاشي والاستبدادي وأنه يجب منعه من الوصول إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض بأي ثمن.
نائب الرئيس الأمريكي
ويعكس اختيار ترامب لـ”فانس” لكي يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي ضمن حملته الانتخابية، تقديرا منه لقدراته وتأثيره المتزايد في المشهد السياسي الأمريكي، وهو أيضا بمثابة تحالف استراتيجي بينهما لجذب الناخبين والداعمين من الطبقة العاملة والفقيرة ولتعزيز القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري.
وفي الوقت الذي رحب فيه الحزب الجمهوري باختيار فانس نائب ترامب للرئيس الأمريكي في حملة ترامب، أعرب الحزب الديموقراطي عن مخاوفهم من جي دي فانس وبدأت حملة بايدن في تصويره على أنه “متطرف” ويتخذ نفس مواقف دونالد ترامب.
اختيار جي دي فانس كنائب للرئيس الأمريكي تعد فرصة هائلة، ستفتح له الباب للترشح في انتخابات الرئاسية عام 2028، ما قد يجعله من الشخصيات البارزة في المستقبل السياسي للولايات المتحدة.
