عززت محاولة اغتيال ترامب الرئيس الأمريكي السابق، من موقفه السياسي كمرشح للحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية؛ هذه الحادثة التي أثارت حالة من الجدل والخوف بين الأوساط الأمريكية، جعلته أكثر قرباً للوصول مرة ثانية لكرسي الحكم في البيت الأبيض.
تفاصيل محاولة اغتيال ترامب
تعرض دونالد ترامب السبت الماضي، لمحاولة اغتيال خلال إلقاءه كلمته وسط تجمع انتخابي لأنصاره في ولاية بنسلفانيا، حيث أطلق مسلح الرصاص عليه عن بعد من فوق سطح أحد البنايات المجاورة للتجمع الانتخابي، ما أدى إلى إصابة ترامب بشكل طفيف في أذنه.
وأثار الحادث ضجة وجدلا واسعا داخل وخارج أمريكا، حيث أسفرت عملية إطلاق النار عن إصابة شخص بجروح خطيرة، ونجا ترامب بأعجوبة بعدما أصيبت أذنه إصابة خفيفة.
وعلى الفور تمكنت الأجهزة الأمنية من قتل المشتبه به في تنفيذ محاولة الاغتيال، وهو شاب يدعى توماس ماثيو كروكس، يبلغ عمره 20 عامًا، حيث أطلقت عليه عناصر جهاز الخدمة السرية الأميركية الرصاص في موقع الحادث.
الفشل الأمني الأمريكي
وكشف الحادث عن الفشل الأمني الأمريكي، وهو ما أكده وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس في وصفه بأن الحادث يمثل فشل أمني، معربا عن أنه سيتم إجراء تحقيق شامل لتحديد الأخطاء والقصور الأمنية وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث.
ووفقًا للتقارير الأولية، فإن جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية ترامب، لم يقم بدوره في تأمين وتمشيط موقع الحادث، واعتمد على سلطات إنفاذ القانون المحلية للقيام بهذا الدور لتأمين مكان التجمع الانتخابي، وهو ما أدى إلى وجود ثغرة أمنية استغلها المسلح في محاولته لاغتيال دونالد ترامب.
وأكدت كيمبرلي تشيتل مديرة جهاز الخدمة السري، أنهم سيتعاونون بشكل كامل مع التحقيقات الجارية، فيما أكدت تشديد وتعزيز إجراءات تأمين وحماية مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، خاصة خلال فعليات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي، وذلك بالتعاون مع أجهزة الأمن المحلية والفدرالية لضمان سلامة ترامب خلال الفترة المتبقية من الحملة الانتخابية.
من جانبه، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإجراء تحقيق شامل ومستقل للحادث، وتعهد نواب الحزب الجمهوري بإجراء تحقيق سريع للوقوف على أسباب الفشل الأمني الأمريكي، فيما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في إجراء تحقيق واسع النطاق لعملية الاغتيال.
وقال ترامب إن الحادثة تعد فرصة لتوحيد البلاد، حيث أكد في مقابلة صحيفة مع “واشنطن إكزامينر” أن خطابه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري سيكون مختلفا ويهدف إلى تهدئة وتخفيف حدة التوتر السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية، وهي الدعوة التي قد تعزز من صورة ترامب باعتباره رجل سلام يسعى لتوحيد البلاد في وجه التحديات.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة من البيت الأبيض دعا لتهدئة الخطاب السياسي المتوتر، مؤكدا أنه لا مكان في أمريكا لهذا النوع من العنف.
مكاسب ترامب السياسية
ترامب الذي كاد أن يفارق الحياة، كان أكثر المستفيدين من محاولة اغتياله، واستغل الحادثة لصالحه لتعزيز موقفه السياسي أمام جمهور الناخبين الأمريكيين، فحقق له الحادث تعاطفا جماهيريا وتضامنا سياسيا، ما أدى إلى زيادة شعبيته، وبالتالي سهولة فوزه في الانتخابات الرئاسية، وهو ما أظهرته استطلاعات الرأي بارتفاع نسب تأييده وارتفاع أسهم شركته.
تعددت مكاسب ترامب السياسية، أهمها كسب التعاطف الجماهيري الواسع وموجة الدعم الشعبي والإعلامي، كما أن الحادث سلط الضوء بشكل كبير على مسألة الأمن الشخصي والسياسي، بمعنى تعزيز موقفه على اعتبار أنه ضحية للمؤامرات السياسية، الأمر الذي يجذب إليه مزيد من المؤيدين في حملته الانتخابية.
وكان واضحا استغلال ترامب للحادث، من خلال تأكيده على رسالته بأن أمريكا تواجه تحديات أمنية خطيرة، الأمر الذي يتطلب تغيير القيادة الأمريكية الحالية، وهي نقطة مهمة وحاسمة في جذب الناخبين الذين يشعرون بالقلق الأمني والسياسي الأمريكي.
وفي الوقت ذاته، وبعد وقوع الحادث، قرر القضاء الأمريكي في ولاية فلوريدا إسقاط الدعوى القضائية المرفوعة ضد ترامب والمتعلقة باحتفاظه بالوثائق السرية، الأمر الذي يمثل دفعة قوية لحملة ترامب الانتخابية، بعدما أزيلت عنه واحدة من العقبات القانونية الرئيسية التي كان يواجهها.
الأمر الذي دفع دونالد ترامب إلى المطالبة بإسقاط جميع الدعاوى القضائية المرفوعة ضده، حيث قال في تدوينة له عبر منصته الإلكترونية “تروث سوشال”: إن حفظ هذه الدعوة القضائية يجب أن يليها خطوات سريعة بإسقاط باقي التهم.. وكانت القضية ترتكز على احتفاظ ترامب بوثائق سرية تتضمن خططا عسكرية ومعلومات حول الأسلحة النووية، حصل عليها عندما كان رئيسا واحتفظ بها في مقر إقامته الخاص بفلوريدا.
