الإثنين 19 مايو 2025
spot_img

تحركات إسرائيلية عسكرية توسع المنطقة العازلة في غزة

تشير التحركات الميدانية للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة إلى نوايا عسكرية لتوسيع المنطقة العازلة، المعروفة بـ”الآمنة”، على الحدود الشرقية والشمالية والجنوبية للحيلولة دون وقوع أي عمليات فلسطينية مستقبلية.

تصعيد الغارات الجوية

تواصل إسرائيل تكثيف غاراتها الجوية، مع تقدم بطيء لبعض القوات البرية، خاصة في المحور الشمالي الغربي لبلدة بيت لاهيا. وقد تحركت القوات الإسرائيلية نحو منطقة السلاطين وصولاً إلى أطراف شارع الخزندار المركزي، حيث شهدت المنطقة تقدماً وتراجعاً في بعض الأحيان.

علاوة على ذلك، وسعت القوات الإسرائيلية وجودها في شرق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، بعد مطالبتها السكان بالنزوح جنوباً عبر منشورات ووسائل اتصالات، مع استمرار القصف المدفعي والجوي.

قصف مكثف على المنازل

قامت القوات الإسرائيلية بقصف منازل ومباني قبل بدء عملياتها البرية في عدة مناطق، منها السلاطين ومحيطها، مما أسفر عن مقتل العشرات. كما شنت القوات البرية هجوماً مفاجئاً على أحد مراكز الإيواء، حيث اعتقلت العديد من السكان، وأفرجت عن النساء بعد التحقيق معهن وتوجيههن بالتحرك نحو الجنوب.

تزامن ذلك مع عمليات في شرق مدينة غزة، تحديداً في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، وسط تقدم بطيء تجنباً للوقوع في الكمائن، مصحوباً بقصف مكثف للمنازل والأراضي.

عسكرة المناطق الخاضعة للسيطرة

وفق مصادر ميدانية، تشهد المناطق المذكورة نسفاً مكثفاً حيث تستخدم القوات الإسرائيلية طائرات مسيرة تحمل متفجرات يتم التحكم بها عن بُعد. وتُفجر هذه المتفجرات بين ما تبقى من المنازل، لتأمين المنطقة قبل التقدم البري.

بعد تدمير العديد من المنازل خلال الأيام القليلة الماضية، تتقدم القوات البرية لمسافات قصيرة وتواصل التقدم بحذر لضمان السيطرة على الأراضي، وكشف أي كمائن محتملة.

حصار متواصل وتقسيم متوقع

تقوم القوات الإسرائيلية حالياً بحصار تام لمناطق شمال قطاع غزة، بدءًا من محور نتساريم على طريق صلاح الدين وصولاً إلى حي الزيتون. تشمل الحصار أيضاً حي الشجاعية والتفاح، مع تضييق الخناق حول بيت لاهيا وبيت حانون.

أشارت المصادر إلى أن القوات تركز غاراتها على مناطق شرق جباليا، وطالبت سكانها بإخلاء المنازل القريبة من مستشفى الإندونيسي شرق بيت لاهيا. كما يُرجح أن تسعى القوات لتوسيع عملياتها لتشكيل منطقة عازلة تصل إلى كيلومترين داخل المناطق الشمالية.

مخططات تقسيم القطاع

تسيطر القوات الإسرائيلية على جزاء من محور نتساريم وصولاً إلى شارع الرشيد البحري، مما يتيح لها التحكم بشكل تام في الحركة بين شمال وSouth القطاع. من المحتمل أن تسعى لتقسيم القطاع بحيث يفصل خان يونس عن وسط القطاع، في خطوة مشابهة لما شهدته مناطق رفح.

تشير التقديرات إلى إمكانية إجراء عمليات عسكرية تؤدي إلى فصل القطاعات المختلفة في غزة، مما يجعل القطاع مقسماً إلى أربع مناطق رئيسية.

مقترحات لتدخل عسكري

خريطة مسربة حصلت عليها “صنداي تايمز” البريطانية كشفت عن مقترحات الجيش الإسرائيلي التي تهدف إلى إجبار المدنيين في غزة على الانتقال إلى ثلاث مناطق محددة، محاطة بأربعة مناطق عسكرية. وتأتي هذه الخطوة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة “حماس”.

تشير المعلومات المسربة إلى وجود مناطق عسكرية مخصصة للقوات الإسرائيلية، تفصل بينها مناطق مدنية. ويعتزم الجيش تنفيذ خطة تؤدي إلى قطع التواصل بين قادة “حماس” وعناصرها من خلال إجراءات تفتيش دقيقة.

ردود فعل حماس

من جهة أخرى، حمّلت حركة “حماس” الإدارة الأمريكية مسؤولية ما يحدث في غزة، واعتبرت الهجمات الإسرائيلية مجازر تُرتكب بحق المدنيين. كما انتقدت الصمت الدولي إزاء ما وصفته بالجرائم الفاحشة.

وفي ردها، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، أن واشنطن لا ترغب في حدوث كارثة إنسانية في غزة، موضحاً أن العملية الإنسانية تُواجه تعقيدات لوجستية تتعلق بتوصيل المساعدات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك