السبت 10 مايو 2025
spot_img

السجن 34 عاماً لعلي العريض بتهمة تسفير متطرفين

قضت محكمة تونسية يوم الجمعة بالسجن 34 عاماً على علي العريض، وزير الداخلية الأسبق وقيادي بارز في حزب النهضة الإسلامي، على خلفية قضية “تسفير متطرفين إلى بؤر التوتر”. الحكم أثار انتقادات واسعة من حركة النهضة، التي وصفته بأنه “سياسي وجائر”.

أحكام متنوعة

تم إصدار أحكام تتراوح بين 18 و36 عاماً في القضية نفسها، حيث تابعت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب ثمانية أشخاص، من بينهم مسؤولون سابقون في الشرطة والمتحدث باسم تنظيم “أنصار الشريعة”، المصنف “إرهابياً” في تونس. تشمل التهم الموجهة إليهم “تكوين وفاق إرهابي” و”الانضمام عمداً داخل البلاد لوفاق إرهابي”.

كما صدر حكم بالسجن لمدة 26 عاماً بحق كل من الإطارين الأمنيين السابقين فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي. وتعتبر هذه القضية جزءاً من تصاعد نشاط التنظيمات المتطرفة في تونس عقب ثورة 2011، والتي تخللتها سلسلة من الهجمات الدموية عام 2015.

أرقام مفزعة

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، انضم حوالي 5500 تونسي إلى صفوف التنظيمات المتشددة بعد عام 2011، حيث قاتل العديد منهم إلى جانب تنظيم “داعش” في العراق وسوريا وليبيا. مواجهة حركة النهضة لهذه الاتهامات كانت دائمة، إذ نفت أن تكون قد سهلت إرسال المتشددين إلى بؤر التوتر.

العريض، الذي تولى منصب وزير الداخلية ورئاسة الحكومة، يواجه التهم استناداً إلى قانون مكافحة الإرهاب. بدأت محاكمته في 22 نوفمبر 2024، ويعود تاريخ توقيفه إلى نهاية عام 2022. في رسالة من سجنه، وصف العريض الاتهامات الموجهة إليه بأنها جزء من “عملية منظمة” لتضليل الحقائق.

مناخ سياسي مشحون

تأتي هذه الأحكام في ظل مناخ سياسي وحقوقي مشحون، حيث أصدرت المحاكم التونسية أحكاماً قاسية ضد معارضين للرئيس قيس سعيد، في إطار ملف “التآمر على أمن تونس”، الذي شمل 40 شخصية معارضة. اعتبرت هذه القضية سابقة حقوقية.

رداً على الحكم، أكدت حركة النهضة أن العقوبة “سياسية” وتربطها بتطورات الأوضاع السياسية في البلاد، مشددة على براءة العريض من التهم الموجهة إليه. وأكدت أن العريض كان من صنف “أنصار الشريعة” كتنظيم إرهابي ومنع سفر الشباب التونسي.

اتهامات متبادلة

تتهم المعارضة التونسية السلطة الحالية بالممارسة الضغوط على القضاء واعتبرت الاتهامات ضد عدد من المعارضين “مفتعلة” و”تفتقد إلى الأدلة”. من جانبه، يصر الرئيس قيس سعيد على أن مؤسسات الدولة تواجه “محاولات تفكيك من الداخل”، متّهماً خصومه بالخيانة والتآمر مع جهات خارجية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك