يستعد الجيش الأميركي لتطبيق خطة تحديث شاملة تُعتبر الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة، تشمل تزويد كل فرقة قتالية بنحو ألف طائرة مُسيرة، بالتزامن مع التخلص من الأسلحة والمعدات القديمة، وفقاً لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأفادت الصحيفة أن هذه الخطوة هي نتاج تجارب مكثفة استمرت لأكثر من عام في ميادين تدريب بألمانيا وقواعد أميركية، وتعتمد على الدروس المستفادة من النزاع في أوكرانيا، حيث أثبتت الطائرات المُسيرة الصغيرة فعاليتها في مختلف السيناريوهات القتالية.
وحال تطبيق الخطة، ستعتمد الفرق العشر المكونة للجيش الأميركي على الطائرات المُسيرة بشكل كبير في المهام المتعلقة بالاستطلاع، ونقل الإمدادات، وتنفيذ الهجمات.
استفادة من تجارب أوكرانيا
ولتعزيز هذه الاستراتيجية، قام ضباط أميركيون بإجراء مقابلات مع أفراد من الجيش الأوكراني، واستشاروا متعاقدين قادرين على تقديم رؤى حول الاستخدام الفعّال للطائرات المُسيرة في ساحة المعركة، حسبما ذكرت “وول ستريت جورنال”.
في هذا السياق، أشار العقيد دونالد نيل، قائد فوج الفرسان الثاني، إلى أهمية تعلم كيفية استخدام وتوسيع نطاق الطائرات المُسيرة لمواكبة متطلبات المعارك الحديثة، مؤكداً على ضرورة زيادة عددها في صفوف الجيش.
وشهدت عمليات دمج الطائرات المُسيرة تطوراً واضحاً في التدريبات الأخيرة، حيث تم استخدام ميدان هوهنفيلس بألمانيا لتطبيق تكتيكات قتال تتماشى مع سيناريوهات النزاع المعاصر.
التكتيكات الجديدة
خلال التدريبات، كانت الطائرات المُسيرة الصغيرة تتنقل في الأجواء تحت إشراف الجنود، رغم التحديات المناخية التي واجهت تشغيلها، مما يدل على أهمية البقاء على أهبة الاستعداد في مواجهة الظروف المتغيرة.
وتسعى وزارة الدفاع الأميركية إلى تحقيق تقدم إضافي في هذا الاتجاه من خلال تعزيز استخدام الطائرات المُسيرة، التي أثبتت فعاليتها في النزاع الأوكراني، محققة تأثيراً كبيراً في مجريات القتال.
وبحسب العديد من المحللين، فإن تحويل ساحة المعركة إلى صراع تُهيمن عليه الطائرات المُسيرة يبرز ضرورة تعزيز القدرة على استخدام هذه التكنولوجيا بفعالية.
استثمار ضخم
تخطط القوات الأميركية لاستثمار نحو 3 مليارات دولار لتطوير الأنظمة المعنية بإسقاط الطائرات المُسيرة المعادية وتعزيز الجهود في مجالات الحرب الإلكترونية، ضمن خطة تحديث كُلفتها الإجمالية تصل إلى 36 مليار دولار.
ويدعو الجيش إلى تحقيق ذلك عبر تأجيل بعض برامج الأسلحة القديمة، وهي إجراءات تحتاج إلى تصديق الكونغرس.
وقد اجتمع الجنرال راندي جورج مع وزير الجيش، دانيال دريسكول، لعرض استراتيجية تحديث القدرات العسكرية بالتوازي مع الخطط الرامية إلى تقليل التكاليف في مجالات أخرى.
تحديث الفرق القتالية
ذكر دريسكول أن ثلاثة ألوية باتت مجهزة الآن بأنظمة مُسيرة جديدة، مع خطط لتعميم هذه التكنولوجيا على بقية الفرق خلال عامين. يُعتبر هذا الهدف حيوياً لتعزيز فاعلية الجيش في ساحة المعركة.
أما بالنسبة للفرق التي لم تعتمد التكنولوجيا الجديدة بعد، فإنها تمتلك في الغالب طائرات مُسيرة قديمة لم تدخل الخدمة منذ فترة طويلة.
وفي إطار التحولات الجارية، تخلت وحدات سلاح مشاة البحرية الأميركية عن الدبابات في استراتيجيتها الجديدة التي تسعى لتكوين فرق قتال صغيرة مجهزة بصواريخ لتحسين قدرتها على الردع في المحيط الهادئ.