أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقتها على تصدير أسلحة لأوكرانيا عبر صفقات تجارية مباشرة بقيمة 50 مليون دولار، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عودته للبيت الأبيض قبل 100 يوم.
تحول استراتيجي في السياسة الأمريكية
جاء القرار بعد تعليق واشنطن للمساعدات العسكرية لأوكرانيا لمدة شهر لإعادة تقييم سياساتها، وفقًا لمصادر دبلوماسية. يُعتبر هذا التحرك تحولًا جذريًا في التعامل مع الصراع الأوكراني-الروسي، حيث تسعى الإدارة لتعزيز نفوذها في كييف وموسكو عبر أدوات عسكرية ودبلوماسية.
تفاصيل الصفقة وأهدافها
تتضمن الصفقة تصدير معدات دفاعية وخدمات تقنية دون الكشف عن أنظمة محددة، وفقًا لوثيقة اطلعت عليها “كيف بوست”. يأتي ذلك ضمن إستراتيجية أمريكية لاستخدام المبيعات العسكرية كأداة ضغط لدفع أوكرانيا نحو مفاوضات سلام مع روسيا، وفقًا لتحليلات خبراء.
تداعيات على العلاقات الثلاثية
شهدت العلاقات الأمريكية-الأوكرانية توترات بعد تعليق واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار في مارس الماضي، ما أثار انتقادات داخل أوكرانيا ووصف بـ”الخيانة”. لكن الإدارة عادت للتمويل بعد موافقة كييف على هدنة 30 يومًا، وفقًا لمصادر إعلامية.
آليات الصفقات العسكرية
تعتمد الصفقة الجديدة على آلية “المبيعات التجارية المباشرة” (DSC) التي تتيح للشركات الدفاعية التفاوض مباشرة مع الحكومات الأجنبية. تُعتبر هذه الآلية أقل علنية من صفقات الحكومة-إلى-الحكومة، مما يوفر مرونة في صنع القرار.
خريطة الصراع العسكري
تشير بيانات البنتاغون إلى تلقي أوكرانيا مساعدات أمريكية بقيمة 66.5 مليار دولار منذ الغزو الروسي 2022، بما فيظمة “باتريوت” الدفاعية وصواريخ HIMARS. ورغم ذلك، لا تزال الجبهات الأوكرانية تشهد جمودًا عسكريًا مع تقدم روسي بطيء على طول خط طوله 1000 كم.
تداعيات استراتيجية
يُشير خبراء إلى أن استمرار الدعم العسكري الأمريكي يمنح واشنطن نفوذًا في المفاوضات، مع إمكانية استخدامه كأداة ضغط لدفع كييف لقبول تسوية سياسية. في المقابل، تحذر تحليلات من مخاطر تحوّل الاعتماد الأوكراني الكامل على الأسلحة الأمريكية إلى عامل يُقيّد استقلالية القرار السياسي.
مستقبل الصراع
تتزامن التطورات مع تصريحات دبلوماسية روسية عن “خطوات نحو السلام”، بينما تؤكد كييف التزامها بشراء أنظمة دفاعية بقيمة 30-50 مليار دولار. يبقى السؤال الأبرز: هل تُشكل هذه الصفقة جسرًا للسلام أم ذريعة لتعميق النفوذ الأمريكي في أوروبا الشرقية؟