الأحد 8 يونيو 2025
spot_img

ارتفاع الإنفاق العسكري العالمي إلى 2.72 تريليون دولار عام 2024

أظهر تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث مرموق في مجال النزاعات، أن الإنفاق العسكري العالمي شهد ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى 2.72 تريليون دولار في عام 2024، مسجلًا زيادة بنسبة 9.4% مقارنة بعام 2023. وتعتبر هذه الزيادة أكبر ارتفاع سنوي منذ انتهاء الحرب الباردة.

توزع هذا الإنفاق على جميع مناطق العالم، مع تسجيل نمو ملحوظ في أوروبا والشرق الأوسط. حيث مثلت القوى الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ألمانيا والهند) 60% من الإجمالي العالمي، بإجمالي إنفاق قدره 1.63 تريليون دولار أمريكي، وفقًا لبيانات نشرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI.

زيادة الإنفاق الأوروبي

سجل الإنفاق العسكري في أوروبا (بما في ذلك روسيا) ارتفاعًا بنسبة 17% ليصل إلى 693 مليار دولار أمريكي. ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، تواصلت الزيادات في الإنفاق بشكل غير مسبوق، مما يعد أكبر زيادة سنوية في المنطقة منذ انتهاء الحرب الباردة.

استثنت مالطا من هذه الزيادة، في حين وصلت معدلات الإنفاق العسكري الروسي إلى حوالي 149 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 38% عن العام الماضي، بما يمثل 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا و19% من إجمالي الإنفاق الحكومي.

أما بالنسبة لأوكرانيا، فقد ارتفع إنفاقها العسكري بنسبة 2.9% ليصل إلى 64.7 مليار دولار، مما يجعلها أكبر دولة من حيث نسبة الإنفاق العسكري كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت 34%.

تعزيز سياسات الناتو

تنامى الإنفاق العسكري بين دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشكل ملحوظ، حيث بلغ إجمالي الإنفاق الدفاعي من قبل أعضائه 1.5 تريليون دولار، مما يشكل 55% من الإنفاق العسكري العالمي.

شهدت 18 دولة من أصل 32 دولة عضواً في الناتو تجاوز عتبة 2% من الناتج المحلي للإنفاق الدفاعي في عام 2024، بزيادة من 11 دولة مقارنة بعام 2023.

بلغ الإنفاق العسكري للولايات المتحدة 997 مليار دولار، وهو ما يعادل 66% من إجمالي إنفاق الناتو و37% من الإنفاق العسكري العالمي لعام 2024، حيث تم تخصيص جزء كبير منه لتحديث القدرات العسكرية والترسانة النووية.

الزيادة في الإنفاق في الشرق الأوسط

وصل الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط إلى 243 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 15% عن عام 2023. تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر منفق عسكري في المنطقة بزيادة طفيفة بلغت 1.5% لتصل إلى 80.3 مليار دولار.

وبالمقابل، شهد الإنفاق العسكري الإسرائيلي قفزة بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وهي أكبر زيادة منذ حرب 1967، بينما انخفض الإنفاق الإيراني بنسبة 10% ليصل إلى 7.9 مليار دولار، نتيجة العقوبات التي فرضت عليها.

تعزيز القدرات العسكرية في آسيا

رفعت الصين – ثاني أكبر دولة من حيث الإنفاق العسكري عالميًا – إنفاقها العسكري بنسبة 7% ليبلغ 314 مليار دولار، محققة بذلك ثلاثين عامًا من النمو المتواصل. تساهم الصين بنحو 50% من إجمالي الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا.

على صعيد آخر، شهد الإنفاق الياباني زيادة بنسبة 21% ليصل إلى 55.3 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له من حيث نسبة الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 1958. بينما نما الإنفاق الهندي بنسبة 1.6% ليصل إلى 86.1 مليار دولار، وارتفع إنفاق تايوان بنسبة 1.8% ليبلغ 16.5 مليار دولار.

بينما أكد نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن الدول الكبرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تستثمر موارد متزايدة في تطوير قدراتها العسكرية، في ظل تصاعد التوترات والنزاعات القائمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك