وُلِد حسين الشيخ في خضم تأسيس حركة “فتح” عام 1965، ليبدأ مسيرته السياسية في عالم مليء بالتحديات والتغييرات. خلال عقود من الزمن، تدرج الشيخ في رتب الحركة حتى أصبح نائباً للرئيس محمود عباس، إلا أن هذه الرحلة لم تكن دوماً سلسة، إذ شهدت منعطفات صعبة أثرت على مسيرته الشخصية والسياسية.
البدايات السياسية
انطلق الشيخ، الذي وُلِد في رام الله عام 1960، في العمل السياسي منذ سن السابعة عشرة، ليصبح جزءاً من حركة “فتح”. اعتُقل عام 1978 بسبب انتمائه لخلية نفَّذت هجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
أمضى الشيخ 11 عاماً في السجون الإسرائيلية، حيث سعى لتعلم العبرية ليتمكن من فهم ثقافة خصومه. بعد تحرره، وجد نفسه في خضم الانتفاضة الأولى، ليُنتخب عضواً في القيادة الوطنية الموحدة.
التمهيد لفترة جديدة
يصف الكاتب الفلسطيني أكرم عطا الله الشيخ بأنه كان من أبرز وجوه “فتح” في الضفة الغربية. بعد اتفاق أوسلو عام 1993، شغل الشيخ منصب عقيد في قوات الأمن الفلسطينية، ثم دورا قيادياً في الحركة.
كما انتُخب في اللجنة الحركية العليا، وعُيّن أميناً لسر حركة “فتح” في الضفة الغربية عام 1999، مما عزز مكانته القيادية.
التنافس والصراع
كان الشيخ في تنافسٍ مع مروان البرغوثي، أحد أبرز قيادات الحركة، ونجح في حسم الصراع لصالحه عبر انتخاباتٍ داخلية، ما أضاف أبعاداً جديدة لعلاقته مع البرغوثي الذي لا يزال خلف القضبان.
يقول عطا الله إن الشيخ والبرغوثي يمثلان ثنائية متوازية في “فتح”، حيث كانت المنافسة بينهما تدور حول قيادة الحركة في الضفة الغربية.
تصادم مع عرفات
شهدت مسيرة الشيخ صدامًا مع الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2003، حين انتقده عبر بيان رسمي. وكانت تلك الحادثة بمثابة بداية جديدة لمسيرته السياسية بعد وفاة عرفات عام 2004.
تُبرز هذه الواقعة شخصية الشيخ القوية التي لم تتردد في مواجهة القيادات التاريخية، مما أعطى زخماً لمكانته داخل الحركة.
استمرارية القيادة
بعد تولي محمود عباس القيادة، تبوأ الشيخ منصب وزير الشؤون المدنية، حيث تولى إدارة ملفات حساسة تتعلق بحياة الفلسطينيين اليومية، مثل التصاريح والضرائب.
خلال السنوات التالية، انتُخب في اللجان القيادية وعدَّل دوره ليكون جزءًا من الحوار الوطني مع “حماس” ولجنة تنفيذية لمنظمة التحرير.
مقرب من عباس
يُعتبر الشيخ أحد الشخصيات المقربة من الرئيس عباس، حيث يشاركه في الاجتماعات الإقليمية والدولية، مما يعزز من فرضية أنه مرشح محتمل لخلافته.
ويعتقد عطا الله أن الشيخ يمثل تطورًا طبيعيًا في القيادة الفلسطينية، حيث بدأت القيادة الانتقال من الجيل المؤسس إلى جيل جديد يشمل قيادات خرِجت من رحم الداخل.
العلاقات الدولية
أجرى الشيخ زيارة إلى واشنطن بدعوة من الإدارة الأميركية، حيث التقى كبار المسئولين. تشير التقارير إلى أن لديه علاقات وثيقة مع الجانب الأميركي، مما يجعله شخصية بارزة في الساحة السياسية الفلسطينية.
أشارت مجلة “فورين بوليسي” إلى أن مسؤولين أميركيين يعتبرون الشيخ حلقة وصل مهمة مع الرئيس عباس، حيث يسعى للتهدئة خلال المواقف المعقدة.
التوجه نحو المستقبل
يُعتبر الشيخ رمزًا للبراغماتية في التعاطي مع الشأن الإسرائيلي، حيث يسعى لتحقيق إنجازات تراكمية. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول قدرة الشيخ على تحقيق توافق وطني في المستقبل قائمة.
يعتبر أكرم عطا الله أن تأثير الأحداث الحالية، مثل حرب غزة، سيشكل أحداثًا محورية في طبيعة التوازنات الفلسطينية، مما يصعب التنبؤ بفرص الشيخ في إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني.