السبت 10 مايو 2025
spot_img

قمة عنتيبي: دعم جديد لمقديشو ضد الإرهاب

أثارت مخرجات قمة رؤساء الدول والحكومات في بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال، المنعقدة في مدينة «عنتيبي» الأوغندية، تساؤلات جادة حول مدى دعم القمة لقدرات الحكومة الصومالية في مواجهة الإرهاب.

الدعم العسكري المطلوب

أكد الإعلان الختامي لقمة عنتيبي، التي دعا إليها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، ضرورة توفير الدعم لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، مشيراً إلى الحاجة لنشر ثمانية آلاف جندي إضافي ضمن قوات الاتحاد الأفريقي لتعزيز الوضع الأمني في مقديشو.

تعتبر هذه القمة خطوة نوعية في تعزيز وتفعيل دور بعثة الاتحاد الأفريقي في مكافحة الإرهاب بالصومال. وفي هذا الإطار، أشار الخبراء إلى التحديات العديدة التي تواجه البعثة، ولا سيما في مجال التمويل، وطالبوا بدعم الجيش الصومالي للحفاظ على المناطق المحررة من حركة الشباب الإرهابية.

عمليات بعثة “أوصوم”

بدأت بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال، المعروفة باسم “أوصوم”، عملياتها رسمياً في يناير الماضي، عقب انتهاء ولاية بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية “أتميس”.

شملت قمة عنتيبي مشاركة عدد من القادة، منهم الرئيس الأوغندي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إلى جانب مسؤولين من مصر وكينيا وجيبوتي ورؤساء لجان دولية عدة.

التأكيد على مكافحة الإرهاب

شدد المشاركون في القمة على ضرورة عدم ترك فرصة لعودة حركة الشباب، مؤكدين أهمية تعزيز قوة بعثة الاتحاد الأفريقي عبر نشر قوات ثنائية وتسهيل نشر القوات المصرية. وقد تم التأكيد على أهمية جهود الشركاء الدوليين لدعم الأمن والاستقرار في الصومال.

واعتبر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن عدم وضوح المجتمع الدولي قد أعاد تهديد حركة الشباب للمكاسب التي حققها الجيش الصومالي العام الماضي، مشدداً على أهمية تركيز الجهود الدولية لدعم الصومال وتقوية جيشه.

التحديات الداخلية

في سياق مماثل، دعا الرئيس الصومالي خلال القمة إلى بذل جهود إضافية لتحقيق الاستقرار، مشيراً إلى أن التقدم الأخير في بلاده يعود إلى الدعم المقدم من الشركاء الدوليين، مع التأكيد على الحاجة إلى إعادة بناء جيش قوي.

اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً في ديسمبر الماضي بتفويض تشكيل “بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال” (أوصوم) لتعزيز جهود الأمن، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية.

مواجهة التحديات المالية

وتعليقاً على القمة، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد الإماراتية، حمدي عبد الرحمن، أنها تشكل محطة مهمة لدعم الصومال. وبيّن أن هناك فجوة تمويلية تقدر بـ96 مليون دولار تواجه بعثة أوصوم، مما يضعف قدراتها التشغيلية.

شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على أهمية توفير التمويل اللازم لهذه البعثة، والعمل على دعم بناء مؤسسات الدولة الصومالية وتحقيق التوافق الداخلي بين الشعب.

اختلاف وجهات النظر

في حين يرى البعض أن مخرجات القمة تمثل نقلة نوعية لدعم الصومال، يعتقد الباحث الصومالي نعمان حسن أن الدول المجاورة المشاركة في القمة قد لا تكون جادة في تقديم الدعم اللازم لمقديشو.

وعلى الرغم من التحديات، يُتوقع أن تستمر جهود بعثة الاتحاد الأفريقي في تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال، في ظل الحاجة الماسة لتسيير عمليات التدريب والتمويل بشكل فعال لمواجهة تهديدات الإرهاب المتزايدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك