الثلاثاء 22 أبريل 2025
spot_img

لندن تستضيف اجتماعًا دوليًا حول الأزمة الأوكرانية

تستضيف العاصمة البريطانية لندن، يوم الأربعاء، اجتماعًا جديدًا حول الأوضاع في أوكرانيا، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات التي عُقدت في العاصمة الفرنسية باريس نهاية الأسبوع الماضي. يشمل الاجتماع مجموعة من الخبراء، في حين كانت باريس قد شهدت مباحثات بين وفود وزارية من الولايات المتحدة، وأوكرانيا، وفرنسا، بالإضافة إلى ممثلين عن بريطانيا وألمانيا. تهدف المشاركة الأوروبية إلى إنهاء استبعاد القارة العجوز من المفاوضات المنفصلة التي تجريها واشنطن مع كل من موسكو وكييف.

مناخات أميركية متناقضة

يُعقد هذا الاجتماع في ظل أجواء أميركية متضاربة، حيث هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو، بالتخلي عن الوساطة في حال عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قريب بين روسيا وأوكرانيا. لكن في اليوم التالي، أعرب ترامب عن أمله في إمكانية الوصول إلى اتــفاق بين البلدين خلال الأسبوع الجاري. وفي هذا السياق، عبر نائبه دي جي فانس عن تفاؤله بإنهاء هذه الحرب العنيفة. ومع ذلك، لم يقدم أي من الجانبين تفاصيل واضحة تدعم تلك التوقعات.

ومع استئناف النزاع بين القوات الروسية والأوكرانية بعد اتهامات متبادلة بشأن خرق “هدنة الفصح”، أشار الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إلى أن الرئيس بوتين لا يزال منفتحًا على تسوية سلمية، وأن العمل جارٍ مع الجانب الأميركي لتحقيق نتائج.

قلق من الانسحاب الأميركي

تستبعد مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس احتمال تخلي واشنطن عن وساطتها، معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة ضغط على روسيا وأوكرانيا لتليين مواقفهما. وتعتقد هذه المصادر أن الانسحاب الأميركي سيؤثر سلبًا على صورة ترامب، الذي يسعى لتأكيد مكانته كـ”صانع سلام”. كما أن الانسحاب لا يخدم مصالح واشنطن في ظل قرب إبرام اتفاق بشأن المعادن النادرة مع أوكرانيا، وهو ما سيجعل رئيس الحكومة الأوكرانية يتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع لتوقيعه.

من ناحية أخرى، لن تكون لموسكو أو كييف مصلحة في انسحاب أميركي، إذ أن روسيا ستفقد “الهدايا” السياسية المحتملة من ترامب، مثل اعترافه بضم الأراضي الأوكرانية، بينما ستستمر كييف في فقدان الدعم الأميركي في ظل استمرار الحرب غير المتكافئة.

أجواء مفاوضات متوترة

تشير بعض المعلومات إلى أن الطروحات التي طرحها الوفد الأميركي في باريس تواجه صعوبة في التوصل إلى توافق فيما يتعلق بمطالب الطرفين الأوكراني والروسي. فقد نقل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أجواء المحادثات، التي تظهر أن السلام الدائم يتطلب اعترافاً أوروبياً بمطالب كييف. وفي هذا الصدد، أبدى الأوكرانيون تمسكهم بمواقفهم المبدئية رغم الضغوط الأميركية.

هذا، وقد طالب الوفد الأوكراني بوضوح بعدم الاعتراف بالاحتلال الروسي لأراضيه، وضرورة التوافق على ضمانات أمنية قوية. كما تسعى أوكرانيا للحصول على دعم مالي لإعادة الإعمار، والإنضمام إلى المؤسسات الأوروبية بالرغم من الفيتو الأميركي.

تباين المواقف الدولي

يتبين أن المواقف الروسية والأوكرانية متعارضة بشكل كبير، ما يصعّب من إمكانية الوصول إلى توافق بين الجانبين. ورغم ضغوط الإدارة الأميركية لإقناع كييف بإبداء المرونة، إلا أن الأوكرانيين يبدون أنهم يستمدون دعمًا أكبر من الوجود الأوروبي في المفاوضات. لقد كافح الطرف الأميركي لتحقيق موقف أوروبي موحد يساهم في إقناع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بالتخلي عن بعض المطالب.

يُذكر أن روبيو قد أجرى اتصالاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف من باريس، ليشرح له مجريات المناقشات. ويظهر بوضوح أن عدم استجابة أوكرانيا لمطامح الولايات المتحدة يعكس عزمها على الحفاظ على مواقفها الراسخة، حتى في ظل التهديدات الأميركية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك