الإثنين 21 أبريل 2025
spot_img

ترمب يتهم القضاة بضعفهم أمام أزمة المهاجرين وترحيلهم

تفاقمت اليوم الأحد، أزمة ترحيل المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة، وذلك إثر الانتقادات التي وُجهت للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول اعتماده على قانون يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر. وقد حذرت سيناتورة ديمقراطية بارزة من أن الأمة تقترب من أزمة دستورية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

قرار المحكمة العليا

جاء ذلك بعد إصدار المحكمة العليا قراراً بوقف عمليات ترحيل مهاجرين فنزويليين دون محاكمة، مستندة إلى “قانون الأعداء الأجانب” الصادر في عام 1798. هذا القرار يعكس تزايد التوترات القانونية والسياسية بشأن سياسة الهجرة في البلاد.

وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، انتقد ترمب المحكمة العليا دون أن يسميها، معبراً عن استيائه من “القضاة ومسؤولي إنفاذ القانون الضعفاء الذين يتركون هذا الهجوم الشرير على أمتنا مستمراً”. واعتبر أن هذا الهجوم “عنيف لدرجة أنه لن يُنسى أبداً”.

وصوّت عضوان محافظان في المحكمة العليا ضد القرار، حيث وصف القاضي صامويل أليتو هذا الحكم بأنه “متسرع” و”مشكوك فيه قانونياً” في اعتراضه، مشيراً إلى أن المحكمة اتخذت قراراً غير مسبوق “من دون الاستماع إلى الطرف الآخر”.

تحذيرات منظمات حقوقية

أوقف قرار المحكمة، موقتاً، عمليات الترحيل التي حذرت المنظمات الحقوقية من أنها وشيكة لمهاجرين فنزويليين محتجزين في تكساس تحت اتهام الانتماء لعصابات إجرامية. ويعتبر هذا القرار خطوة هامة نظرا لاستخدام “قانون الأعداء الأجانب” للمرة الأخيرة خلال الحرب العالمية الثانية.

في الوقت نفسه، تواجه إدارة ترمب انتقادات متزايدة من القضاة الفيدراليين والديمقراطيين، الذين يرون أن الرئيس يتجاوز حقوقاً دستورية أساسية من خلال تسريع عمليات الترحيل أحياناً دون منح هؤلاء المهاجرين فرصة لمواجهة التهم.

السيناتورة الديمقراطية آيمي كلوبوشار صرحت لشبكة “سي إن إن” أن البلاد تقترب أكثر من أزمة دستورية، مشيرة إلى محاولات ترمب لإغراق الولايات المتحدة في أزمات جديدة.

الهجرة غير النظامية

يؤكد ترمب أنه يعمل على حماية المواطنين الأمريكيين من تدفقات الهجرة غير النظامية، والتي تتضمن وفق قوله، مجرمين وإرهابيين. ويصر على أن هذه السياسات تعكس ما يريده الناخبون الذين أعادوه إلى البيت الأبيض.

في الشهر الماضي، قامت إدارة ترمب بترحيل مئات المهاجرين، أغلبهم من فنزويلا، إلى سجن ذو إجراءات أمنية مشددة في السلفادور، مشيرة إلى انتمائهم لعصابات إجرامية. قضية كيلمار أبريغو غارسيا تُعتبر الأكثر شهرة، حيث تم ترحيله من دون توجيه أي اتهامات له.

اعترفت الإدارة بخطأ إداري في إدراج أبريغو غارسيا ضمن المرحّلين، وقضت محكمة بوجوب تسهيل عودته. ومع ذلك، يواصل ترمب التنديد بالقرار القضائي، مُصراً على أنه ينتمي لعصابة، حيث نشر صورة محورة تظهر وشماً مرتبطاً بالعصابة على أصابعه.

وضع السجناء في السلفادور

سجناء سجن “سيكوت” يخضعون لإجراءات أمنية صارمة، حيث يعيشون في زنزانات بلا نوافذ، وينامون على أسرة بلا فراش، ولا يُسمح لأحد بزيارتهم. السيناتور كريس فان هولن من ولاية ميريلاند تمكن من زيارة أبريغو غارسيا، وأعرب عن قلقه إزاء احتجازه، مشيراً إلى شعوره بالتهديد.

الأحد، تحدّى فان هولن إدارة ترمب بتقديم أدلة على أن عملية ترحيل أبريغو غارسيا تمت وفق القوانين الأمريكية. وأكد على أهمية الالتزام بسيادة القانون، مشيراً إلى أن الرئيس حالياً “خارج عن القانون” بتجاهله قرار المحكمة العليا الذي يقضي بتسهيل عودة أبريغو غارسيا.

وأضاف أنه يجب على المحاكم الأمريكية أن تعي أن أمامها خيارين: “إما التصدي أو الصمت”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك