الإثنين 21 أبريل 2025
spot_img

بدء محاكمة غيابية لقائد “الدعم السريع” بالسودان

بدأت محكمة سودانية يوم الأحد التحقيق في قضية تتعلق بقائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، وشقيقه عبد الرحيم، إضافة إلى 14 قيادياً آخر، بتهم تتعلق بقتل والي ولاية غرب دارفور، خميس أبكر، في يونيو 2023. وقد تصل عقوبة المدانين إلى السجن المؤبد أو الإعدام.

تفاصيل المحاكمة

تُعقد جلسات المحاكمة الغيابية في مباني الهيئة القضائية في بورتسودان، تحت إشراف القاضي مأمون الخواض. وفي الجلسة، استمعت المحكمة إلى إفادة هيئة الاتهام التي تلاها النائب العام الفاتح محمد طيفور، الذي وصف القضية بأنها “متماسكة ومهمة”، تعكس التزام الدولة بحكم القانون وعدم الإفلات من العقاب.

الوالي خميس أبكر قُتل في 14 يونيو 2023 بعد أن أقدمت “قوات الدعم السريع” على اختطافه. وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك تلاعباً بجثته قبل تركها في العراء.

ردود الفعل الدولية والمحلية

أشار النائب العام إلى أن “أقصى العقوبات” يجب أن تُوقع بالمتهمين، مشيراً إلى أن أبكر تم تصفيته بدم بارد بمشاركة نائبه تجاني الطاهر كرشوم، والتمثيل بجثته. كما أدانت بعثة الأمم المتحدة في السودان الحادث واصفة إياه بالـ”شنيع”، وطالبت بتقديم الجُناة إلى العدالة دون تأخير.

ودعت البعثة الأممية إلى عدم توسيع دائرة العنف في المنطقة، كما ناشدت المجتمع السوداني بتجنب خطاب الكراهية والاستقطاب العرقي. من جهتها، نفت “قوات الدعم السريع” مسؤوليتها عن الحادث، موجهة اللوم إلى عناصر محلية اعتبرتها مختلطة في صراع قبلي.

محاكمات سابقة

تعتبر هذه المحاكمة الغيابية ليست الأولى في تاريخ السودان، فقد صدر حكم بالإعدام غيابياً ضد 17 من قادة “الحركة الشعبية لتحرير السودان” في مارس 2014، خلال حكم الرئيس المعزول عمر البشير. ومن بينهم كان الرئيس الحالي للحركة، مالك عقار، الذي بُعد إلى الجانب بعد سقوط البشير في 2019.

في أعقاب الانتفاضة عام 2019، تم إلغاء حكم الإعدام بحق عقار الذي أصبح لاحقاً عضواً في “مجلس السيادة الانتقالي”. وفي مايو 2023، عُين عقار نائباً لرئيس المجلس بعد ازدياد الصراع بين الجيش و”قوات الدعم السريع”.

تحليل حقوقي

يقول المحامي والناشط الحقوقي حاتم إلياس إن تاريخ السودان مليء بمثل هذه المحاكمات، حيث وُوجِه زعماء معارضون لمحاكمات مشابهة خلال حكم النميري والبشير. ويوضح إلياس أن المحاكمة الغيابية تعد استثناءً، وتحدياً لحق الدفاع، إذ يحرم المتهم من حقه في تمثيل قانوني مناسب.

يتساءل إلياس “كيف يمكن للمحامي الذهاب إلى بورتسودان ليمثل حميدتي دون التعرض للخطر؟”. الأمر يشير إلى البيئة الصعبة التي تواجهها العملية القانونية في ظل الأوضاع الحالية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك