منعت جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء وكبرى المدن الخاضعة لسيطرتها من بيع جميع كميات المشتقات النفطية للمستهلكين، حيث اشترطت على أصحاب محطات الوقود الاحتفاظ بنصف الكميات لصالح الجماعة. وقد ألزمتهم أيضًا بتقليص حصص البيع اليومية، وفق ما أكّدته مصادر مطلعة لـ”الشرق الأوسط».
خطوات حوثية سريعة
عقب غارات أميركية موجهة استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في شمال الحديدة، أقدمت جماعة الحوثي على تشكيل فرق نزول ميداني لمراقبة كميات الوقود المتبقية في المحطات بصنعاء ومحيطها، لمنع بيعها بالكامل، وضمان استقطاع 50% منها لصالح تحسين مجهودها العسكري.
تزامن ذلك مع ظهور بوادر أزمة وقود جديدة، حيث تشهد بعض محطات الوقود في صنعاء طوابير خفيفة إلى متوسطة من السيارات، ما يشير إلى شروع السلطات الحوثية في التحضير لأزمة محتملة قد تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين.
استعدادات للأزمة
أكدت المصادر أن غالبية مدن سيطرة الحوثيين تستعد لأزمة اقتصادية خانقة في المشتقات النفطية، ويتخوف السكان من تبعات ذلك على حياتهم اليومية. يُعبر الناس عن قلقهم المتزايد من تداعيات أزمة قد تؤثر على كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
في تصريحات لعدد من السكان، تم تداول شكاوى حول تقليص حصص البيع اليومي بشكل ملحوظ منذ الغارات على ميناء رأس عيسى، ما زاد من القلق في أوساط المواطنين في العاصمة.
اتهامات تتعلق بالمخازن السرية
واتهم السكان جماعة الحوثي بإخفاء كميات كبيرة من الوقود في مخازن سرية، تم إنشاؤها في أوقات سابقة، وذلك لاستخدامها لأغراض عسكرية أو بيعها في السوق السوداء لتعويض الخسائر الناتجة عن الحظر المفروض على واردات الوقود.
استنكر المستهلكون في صنعاء التعليمات الأخيرة للحوثيين، التي تجبر أصحاب المحطات على تقاسم كميات الوقود لصالح الجماعة، في ظل القلق المتزايد من الأزمة المحتملة.
تعليمات صارمة ومراقبة عن كثب
كشف أحد مالكي محطات الوقود في صنعاء، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه تلقى تعليمات من قيادات حوثية تدير وزارة النفط، تضغط عليه لتخفيض حصص البيع اليومية والمساهمة في الجهد الحربي للجماعة، ما أثار استياءً واسعًا بين السكان.
في سياق مستمر، فرضت الولايات المتحدة منذ الخامس من أبريل حظرًا على وصول الوقود إلى الموانئ الخاضعة للحوثيين، كجزء من جهودها لتضييق الخناق على مصادر تمويل الجماعة بعد تصنيفها منظمة إرهابية.
أهمية السيطرة الأمريكية
تفجير المقاتلات الأميركية لميناء رأس عيسى، جاء بالتزامن مع استهداف جهود الحوثيين، بهدف حرمانهم من مصادر الإيرادات غير المشروعة التي تمول أنشطتهم، في إطار الحملة التي أطلقها الرئيس السابق ترمب.
في بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية، تم التأكيد على أن العملية تهدف إلى تدمير الميناء الذي يعد مصدرًا لتمويل أنشطة الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يشكلون تهديدًا للأمن الإقليمي لأكثر من عشر سنوات.
صنعاء والمدن المجاورة شهدت، عبر سنوات سيطرة الحوثيين، أزمات متعددة أدت إلى تأثيرات سلبية على حياة ملايين اليمنيين من جميع النواحي، ما زالت آثارها تتعمق حتى اليوم.