في تطور متسارع للأحداث، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «هدنة بمناسبة عيد الفصح» بعد أقل من 24 ساعة على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإدارته بالانسحاب من المفاوضات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية. وحسبما نقلت وكالات الأنباء، فقد أعرب بوتين عن استعداد روسيا لاستئناف المحادثات، معربًا عن ترحيبه برغبة الولايات المتحدة والصين وعدد من الدول الأخرى في التوصل إلى «تسوية عادلة بشأن أوكرانيا».
استمرار المماطلة
على الرغم من إعلان الهدنة، اعتبر كثيرون هذه الخطوة بمثابة محاولة للمماطلة، حيث لم يتمكن المفاوضون الأميركيون حتى الآن من الحصول على موافقة بوتين على خطة لوقف إطلاق النار مدتها 30 يوماً، التي أيدتها أوكرانيا وكان ترمب يدعو إليها منذ نحو ستة أسابيع.
وفي ظل إحباطه من عدم القدرة على تحقيق اتفاق سلام سريع بين روسيا وأوكرانيا، أشار ترمب إلى استعداده «للتخلي عن هذه الجهود» إذا لم يحقق الجانبان اتفاقًا حتى نهاية الشهر الحالي. وقد أكدت مصادر أميركية أن هذه المهلة ليست رسمية، لكن قد تتبعها عقوبات جديدة ضد روسيا، بالرغم من المخاوف من تأثير ذلك على الأوضاع في أوكرانيا وأوروبا.
خيارات ترمب
يثير تهديد ترمب تساؤلات حول الأطراف المتضررة، وما إذا كان يعكس فشله السابق في الإدعاء بقدرته على إنهاء الحرب في غضون «24 ساعة». يقول جون هاردي، كبير الباحثين في الشأن الروسي في مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، إن تهديدات ترمب تحمل جدية، لكنه أضاف أن اللوم في تعثر المفاوضات يقع على روسيا.
وأكد هاردي أن النهج الأمثل هو تشديد الضغوط الاقتصادية على موسكو مع استمرار دعم أوكرانيا، بدلاً من التخلي عن جهود التوصل إلى اتفاق.
إرهاق المفاوضات
عرف تأكيد ترمب على العجلة في عملية السلام، حيث أكد أنه إذا استمر أحد الطرفين في تعقيد الأمور، فقد تتجه الولايات المتحدة إلى الانسحاب. وأعرب عن أمله بعدم الاضطرار إلى اتخاذ هذه الخطوة، مشيراً إلى استيائه من عملية المفاوضات.
وزعم مسؤولون أن ترمب أظهر انزعاجه من عدم تحقق تقدم، وبدت الفرصة للانسحاب من المحادثات حقيقية في ظل استمرار تمسك بوتين بشروطه لإنهاء الحرب.
ضغط على موسكو أم أوكرانيا؟
قال هاردي إن ترمب يجب أن يكون حازماً في موقفه بأنه في حال عدم التزام موسكو بالمواعيد النهائية، فلا ينبغي أن يكون هناك انسحاب أميركي، بل ينبغي تعزيز العقوبات على روسيا، خصوصًا على عائداتها النفطية. كما طالب بتوفير دعم إضافي لأوكرانيا.
في هذا السياق، اجتمع ممثلو الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا في باريس لمناقشة التنسيق بشأن موسكو وسبل إنهاء الغزو. وأعرب البعض عن رغبتهم في إقامة وحدة عسكرية أوروبية في أوكرانيا بعد التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار.
موقف مجموعة ترمب
أيضاً أظهر نائب الرئيس الأمريكي لي JD فانس، تفاؤلاً بشأن إمكانية إنهاء الحرب. في الوقت ذاته، أكدت التقارير أن بعض أعضاء فريق ترمب غير راضين عن موقفهم تجاه أوكرانيا، حيث تم التعبير عن مخاوفهم من التأثيرات السلبية المحتملة لانسحاب إدارة ترمب من المفاوضات.
وقد ركزت تعليقات روبيو، أحد مستشاري ترمب، على أهمية استئناف المفاوضات ووقف إطلاق النار، دون أن توضح شروط ذلك. وأفادت بعض المصادر أن انسحاب ترمب من المفاوضات قد يؤدي أيضا إلى تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
التداعيات المحتملة
تحذر بعض المصادر من أن تخفيض المساعدات الأميركية سيعزز موقف روسيا في ساحة المعركة، وقد يُعتبر بمثابة قبول ضمني لمخططاتها في أوكرانيا. ويواصل المحللون رصد تأثير قرارات ترمب، وسط غموض حول كيفية تعامل إدارته مع تطورات المفاوضات.
على العموم، تبقى الأوضاع في أوكرانيا على شفا تحول دراماتيكي، في ظل الضغط المتواصل من كل الأطراف المعنية، واستمرار الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع القائم.