قام وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بزيارة رسمية إلى الجزائر وتونس يومي الخميس والجمعة، حيث هدفت الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرسائل السياسية المهمة. اعتبر الخبراء أن هذه الزيارة تمثل خطوة نحو تخفيف التوترات الناتجة عن الخلافات التي شهدتها القمة الطارئة حول فلسطين التي احتضنتها القاهرة في مطلع الشهر الماضي.
الرسالة المصرية للجزائر
خلال زيارته إلى الجزائر، قام عبد العاطي بنقل رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، تناولت جوانب العلاقات الثنائية. وأعرب عبد العاطي عن تطلعه لعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة في القاهرة خلال العام الجاري، بالإضافة إلى تنظيم منتدى أعمال بين البلدين، ما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.
تطرق اللقاء بين تبون وعبد العاطي إلى القضايا الراهنة على الساحة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأوضح وزير الخارجية المصري الجهود المصرية الرامية لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع السعي لتحقيق التهدئة واستعادة تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية.
زيادة التنسيق العربي
وصف السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، زيارة عبد العاطي إلى الجزائر بأنها تأتي في إطار محاولة تهيئة الأجواء مع الجزائر، التي تلعب دورًا رئيسيًا في القضية الفلسطينية. وأضاف أن الجزائر تحتاج إلى أن تكون على اطلاع بالتطورات الأخيرة، خاصة حول خطة إعادة إعمار غزة المعتمدة في القمة العربية.
كما أشار السياسي والحقوقي الجزائري، محمد آدم المقراني، إلى أن زيارة عبد العاطي تتناغم مع السياق الإقليمي، حيث تسعى الجزائر لتعزيز دورها في القضية الفلسطينية بعد غيابها عن القمة المنعقدة في القاهرة. ورأى أن الرسالة التي حملها الوزير المصري تشير إلى رغبة القاهرة في احتواء أي خلافات مستقبلية وتعزيز قنوات الحوار.
غياب القادة العرب عن القمة
كان كل من رئيس الجزائر ورئيس تونس قد أعلنا غيابهما عن القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة مطلع مارس الماضي. وقد أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن قرار الجزائر بعدم المشاركة جاء بسبب اختلالات في التحضيرات بينما غاب الرئيس التونسي دون توضيح الأسباب.
أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن أهمية زيارة عبد العاطي تكمن في التعاطي مع التحديات الخطيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية، مع ضرورة وجود تنسيق عربي شامل، مشددًا على أهمية الدور الجزائري في تلك الجهود.
تعزيز التعاون الثنائي
شملت لقاءات عبد العاطي في الجزائر اجتماعات مع وزراء الخارجية والطاقة والصناعة، حيث ناقشوا سبل تعزيز التعاون المشترك ودعم المشاريع التنموية، خاصة في مجالات الطاقة والبناء وتوطين صناعة الدواء.
أوضح المقراني أن التنسيق حول الملفات الليبية وسرعة البحث عن تحالفات عربية واسعة يعد أمرًا ضروريًا لتعويض تراجع حضور الجزائر التقليدي في مناطق الساحل.
الخطوات التالية لتونس
بعد زيارته للجزائر، انتقل عبد العاطي إلى تونس في زيارة ثنائية تهدف لتعزيز العلاقات مع المسؤولين التونسيين ودعم أوجه التعاون الثنائي. وقد أجريت مباحثات حول الأمن الإقليمي والتحديات التي تهدد استقرار المنطقة، بحسب ما أفادت به وزارة الخارجية المصرية.
اعتبر الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، زيارة عبد العاطي خطوة هامة، مشيرًا إلى عدم مشاركة الرئيس الجزائري في القمة بسبب إحساسه بأن القرارات كانت معدة مسبقًا. وأكد على أهمية هذه الزيارة في الحفاظ على استقرار المنطقة وتوحيد الجهود العربية لدعم القضية الفلسطينية.
جاءت القمة العربية الطارئة التي استضافة القاهرة لتأكيد دعم خطة إعادة إعمار غزة وتوفير التنمية المستدامة، مع تأكيد الموقف العربي الرافض لأي محاولات تهجير الفلسطينيين.