أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر للاجئين الأفغان الذيندخلوا الولايات المتحدة بشكل قانوني بعد سيطرة حركة “طالبان” على البلاد في عام 2021، بالمغادرة خلال أسبوع، وإلا سيواجهون الاحتجاز وإجراءات الترحيل.
إشعارات مغادرة سابقة
أرسلت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إشعارات بإنهاء الإطلاق المشروط للمواطنين الأفغان الذين سُمح لهم بدخول الولايات المتحدة عبر برامج إنسانية أو مسارات قانونية أخرى. وكُلف هؤلاء بالمغادرة طواعية خلال سبعة أيام، وإلا سيواجهون إجراءات قانونية قد تؤدي إلى ترحيلهم، وفقاً لرسائل بالبريد الإلكتروني تلقاها الأفراد الذين لم يعودوا يمتلكون وضعاً قانونياً صالحاً.
حملة ترحيل موسعة
تأتي هذه الخطوة في سياق الحملة الواسعة التي أطلقها ترامب ضد الهجرة، والتي تعهد بأنها ستكون “أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ أمريكا”. ومنذ استلامه منصبه في وقت سابق من هذا العام، كثفت الإدارة إجراءات تنفيذ هذا الواعد، بما في ذلك ترحيل الأفغان الذين فروا من بلادهم خوفاً من الاضطهاد على يد “طالبان”، التي استولت على كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية في أغسطس 2021، منهيةً وجوداً عسكرياً دام 20 عاماً.
ذكرت مجلة “نيوزويك” كيف استعادت “طالبان” السيطرة بسرعة على أفغانستان مع الانسحاب الأمريكي، مما دفع عشرات الآلاف من الأفغان للفرار، وخصوصاً أولئك الذين عملوا مع الجيش الأمريكي أو الذين تعرضوا للاضطهاد الديني والعرقي. وقدم العديد من هؤلاء الفارين طلبات للحصول على تأشيرات الهجرة أو اللجوء، أو وضع الحماية المؤقتة. ويضيف التقرير أن إدارة ترامب “تتجه الآن إلى إنهاء حماية وضع الحماية المؤقتة لآلاف الأفغان، مما قد يؤدي إلى ترحيلهم”.
إشعارات الترحيل الذاتي
في الأسابيع الأخيرة، أرسلت وزارة الأمن الداخلي إشعارات ترحيل ذاتي لمجموعة من الأفراد، بما في ذلك الذين وصلوا عبر برامج قانونية، مثل الإطلاق المشروط لأسباب إنسانية. حيث أفادت تقارير من رالي، بكارولينا الشمالية، أن أفغاناً تلقوا رسائل بريد إلكتروني تطلب منهم المغادرة خلال أسبوع أو مواجهة إجراءات قانونية.
وتحدث مهاجر أفغاني يعمل مبشراً ويحمل تأشيرة تخوله طلب اللجوء، مشيراً إلى أن الرسالة التي تلقاها تحذر من انتهاء وضعه القانوني بعد سبعة أيام، مما يجعله عرضة لمخاطر قانونية. وأضاف أن العودة إلى أفغانستان تعني “توقيع مهمة انتحارية”، حيث لا أمان لهؤلاء العائدين.
تصريحات قانونية
ونقلت “نيوزويك” تصريحات محامية الهجرة الأمريكية نيكول ميشيروني، التي تلقت تأكيداً من وزارة الأمن الداخلي بأن “حان وقت مغادرتكم الولايات المتحدة”. إلا أن مسؤولاً برتبة عالية في الوزارة نفى فيما بعد أن يكون المعنيون مشمولين بالإطلاق المشروط.
تفيد وثائق الكونغرس بأن حوالي 150 ألف أفغاني أعيد توطينهم في الولايات المتحدة بين أغسطس 2021 وأغسطس 2024. وبدأت وزارة الأمن الداخلي تطبيق متطلبات جديدة تسجل فيها المهاجرين غير الشرعيين أنفسهم لدى الحكومة في غضون 30 يوماً لتفادي العقوبات.
العواقب الإنسانية
وفي الأسبوع الماضي، صرح كريش أومارا فيغناراجا، مدير منظمة “غلوبال ريفوج” الأمريكية، بأن نهاية الحماية الإنسانية تعني نهاية الفرص والأمان للنساء والفتيات الأفغانيات، محذراً من “وصمة عار” على سمعة الولايات المتحدة إذا أجبروا على العودة إلى سيطرة “طالبان”.
كما أكد شون فاندايفر، الرئيس التنفيذي لمنظمة “أفغان إيفاك”، أن جميع الأفراد الموجودين حالياً بموجب وضع الحماية المؤقتة يعرضون حياتهم للخطر إذا عادوا إلى أفغانستان، مشيراً إلى أنهم كانوا داعمين للولايات المتحدة خلال فترة الحرب، وأن سحب الحماية يعتبر تصرفاً غير مسؤول.
