أنهى الجيش الأميركي الأسبوع الخامس من حملته العسكرية ضد الحوثيين بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي، شمال الحديدة على البحر الأحمر، مؤكداً عدم السماح بأي شحنات وقود إلى مناطق سيطرة الجماعة. وفي الوقت نفسه، أفادت الجماعة بمقتل 58 شخصاً وإصابة 126 آخرين جراء الضربات، وهي الأعلى منذ بدء الحملة العسكرية.
تصعيد الضربات الأمريكية
تتواصل الضربات الجوية الليلية على مواقع متعددة في محافظة البيضاء وضاحية صنعاء الشمالية، ويتوقع أن يتصاعد نشاط الحملة الأميركية لتعزيز الجهود الرامية إلى تجفيف الموارد المالية للحوثيين من بيع الوقود. كما تسعى الحملة لفتح المجال أمام الموانئ الخاضعة للحكومة الشرعية لتوزيع الوقود على السكان في مناطق سيطرتهم.
في سياق متصل، ألقى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خطاباً جديداً تناول فيه عمليات جماعته ضد القوات الأميركية وإسرائيل، ورغم اعترافه بتلقي الجماعة نحو 900 ضربة جوية وبحرية، استعرض العمليات التي قام بها لمواجهة التهديدات.
أوامر رئاسية أمريكية
كانت الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترمب، قد أصدرت أوامر في 15 مارس الماضي ببدء الحملة العسكرية ضد الحوثيين، بهدف دفعهم للتوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، ووقف الهجمات على إسرائيل، مهددة إياهم بـ”القوة المميتة”.
منذ بداية الحملة، لوحظ أن الضربات الجوية استهدفت بشكل مكثف المواقع الحدودية بين الحوثيين والقوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، لا سيما في مأرب والجوف وجنوب الحديدة، مما يشير إلى احتمال وجود خطة أميركية تزيد من الدعم للقوات الحكومية لبدء عملية برية ضد الحوثيين.
استهداف ميناء رأس عيسى
استهدفت الضربات الأميركية ليل الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في مديرية الصليف، والذي يعد الميناء الوحيد المتبقي لاستقبال شحنات الوقود بعد تدمير خزانات ميناء الحديدة في الأشهر الماضية. وقُدرت أعداد الضحايا بحوالي 58 قتيلاً و126 مصاباً، وفقاً لبيانات الجيش الحوثي.
تشير التقارير إلى أن الضحايا هم من العاملين في الميناء، بما في ذلك مسعفون قُتلوا في الضربات عندما حاولوا نقل الضحايا من موقع الهجوم. ومع عدم التحقق من الأرقام بشكل مستقل، اعترفت الجماعة بمقتل نحو 170 شخصاً منذ بداية الحملة.
تطورات على الأرض
أثارت الضربات الجوية استياءً في الشارع اليمني، حيث اعتبر الكثيرون أن القوات الأميركية لم تحذر المدنيين العاملين في الميناء قبل الهجمات. وفي الوقت ذاته، أفاد الحوثيون بتعرض المجمع الحكومي في مديرية مكيراس لثلاث غارات، إلى جانب غارتين أخرى استهدفت منطقة الصمع في مديرية حرب.
يُعتقد أن الضربات كانت تستهدف قدرات الحوثيين في مكيراس التي تتجاور مع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، بينما استهدفت الغارات مخابئ الأسلحة في منطقة الصمع.
تفاصيل العمليات العسكرية الحالية
تشير التوقعات إلى أن الضربات الأميركية على ميناء رأس عيسى ومنع تدفق الوقود قد تؤدي إلى حدوث أزمة، رغم محاولات الجماعة طمأنة المواطنين بأن لديها مخزوناً كافياً. يُعد ميناء رأس عيسى أحد أكبر الموانئ اليمنية، حيث يتضمن أكثر من 34 خزاناً ويستوعب أكثر من 50 ناقلة.
تجدر الإشارة إلى أن إرادات الحوثيين من بيع الوقود يومياً تقدر بملايين الدولارات، مما يثير قلق الحكومة اليمنية حول استراتيجية الجماعة في توفير الوقود لنفسها.
تحليل حوثي
في ظل الضغوط العسكرية، حاول عبد الملك الحوثي من خلال خطبه الأخيرة رفع معنويات أتباعه عبر تضخيم التهديدات الخارجية، رغم اعترافه بتلقي 900 غارة خلال الفترة الماضية. زعم الحوثي أن القوات الأميركية لم تتمكن من إحباط هجماته، بل ذكر أن الجماعة أطلقت 171 صاروخًا وعشرات الطائرات المسيّرة ضد القوات الأميركية وإسرائيل.
ورغم ادعاء الحوثي بتعرضهم لعمليات كبيرة، أكدت بيانات سابقة وقوع 15 هجمة فقط ضد إسرائيل، مع اعتراض جميع الصواريخ. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد اتهمت شركة صينية بتقديم الدعم للحوثيين مما يعكس تصعيد التوترات.