تُظهر الطائرات المسيّرة بأنواعها قدرة غير مسبوقة على تغيير مجريات المعارك، خصوصاً في الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، الذي تواصلت أنشطته منذ نحو ثلاث سنوات.
استخدمت القوات الروسية والأوكرانية الطائرات المسيّرة في تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية، مما يبرز الأهمية العسكرية لهذه التكنولوجيا الحديثة، وذلك وفقاً لمجلة The National Interest.
وذكرت المجلة الأمريكية أن المفاجأة في قدرات الطائرات المسيّرة تعد علامة فارقة، حيث لم يكن ليدرك العسكريون أن “الروبوتات” قد تندمج في استراتيجيات الأسلحة المتطورة.
التكنولوجيا للطائرات المسيّرة
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في العديد من المناسبات أن الطائرات المسيّرة ستعمل كنظام دعم متكامل، مما يعزز فعالية الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة.
يتحقق هذا الهدف من خلال برنامج الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، بينما تعمل البحرية الأمريكية على دراسة كيفية الاستفادة من الطائرات المسيّرة لتعزيز قدرة الأسطول الحربي والغواصات.
ليست الولايات المتحدة الوحيدة التي تُركّز على الأنظمة المستقلة، بل يسعى المخططون العسكريون الروس أيضاً إلى تحديد سبل الاستخدام الأمثل لـ “المنصات الروبوتية القتالية”.
جهود روسيا في التطوير
ذكرت وكالة “تاس” أن وزارة الدفاع الروسية طلبت من المعنيين تحديد أولويات تطوير الأنظمة الأرضية ومعالجة أي عيوب بناءً على احتياجات الجيش، مع التأكيد على ضرورة إنشاء آلية لتنسيق العمل بين القوات المسلحة ومراكز الإنتاج.
وأشار وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف إلى توريد عدة مئات من الروبوتات الأرضية إلى الجيش، مع خطط لتسليم المزيد خلال العام الجاري.
وفقاً لمصادر رسمية، شهد هذا الحدث تجمع عدد من كبار المسؤولين من الوزارة والوكالات الحكومية ومنظمات الأبحاث والمرافق الإنتاجية.
لا تزال أنواع الروبوتات التي يجري تطويرها قيد الانتظار، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الجهود الروسية السابقة شهدت éفشلًا ملحوظًا، حيث أن الهجوم الروسي الكبير الأول باستخدام الطائرات المسيّرة الأرضية لم يكن ناجحاً، حسبما أفادت مجلة The National Interest.
التحديات والتوقعات
رغم نجاح الطائرات المسيّرة في الجو وعلى السطح المائي، فإن القطاع البري يواجه تحديات كبيرة، حيث تم تدمير عدد من الدبابات الصغيرة ذات المسارات المزودة بأسلحة خلال محاولاتها لاستهداف مواقع أوكرانية.
ومع ذلك، تستمر روسيا في البحث عن خيارات جديدة لمواجهة التحديات في سعيها لتطبيق استراتيجياتها.
من الممكن أن تكون الحاجة إلى الأنظمة الأرضية الصغيرة غير المأهولة نتيجة لفقدان عدد كبير من الدبابات، حيث تُعتبر هذه الأنظمة خيارًا أكثر كفاءة من حيث التكلفة، على الرغم من محدودية قدرتها القتالية.
التطبيقات الأوكرانية
كما يعمل الجيش الأوكراني على استخدام أنظمة “روبوتية” للأغراض العسكرية، بما في ذلك زراعة الألغام، وتنفيذ عمليات الاستطلاع، وتوفير عمليات الإجلاء والإمدادات الطبية. مؤخرًا، وافقت وزارة الدفاع الأوكرانية على استخدام الروبوت الأرضي D-21-12R.
وفقاً لبيان الوزارة، صُمّم النظام الروبوتي بأذرع موجهة عن بعد، مما يتيح له القيام بمهام متعددة ومن بينها المراقبة والدوريات وتقديم الدعم الناري.
يتميز الجهاز بكفاءته في التنقل عبر الأماكن الوعرة والموارد المائية، حيث يُقوم المشغل بتوجيهه من مواقع آمنة.
رغم عدم وجود معلومات دقيقة عن حجم النظام، تشير الصور إلى أنه بحجم مركبة دفع رباعية، مزودة بمدفع رشاش من طراز Browning M2 عيار 50.
تدور تساؤلات حول الكفاءة التشغيلية لـ D-21-12R، وفيما يتعلق بكمية الذخيرة التي يمكنه التعامل معها واستقلاليته خلال العمليات.
