الأربعاء 30 أكتوبر 2024
spot_img

الصحراء البيضاء.. ما لا تعرفه عن المحمية الفضائية وسر “عين السرو”

تتصدر محمية الصحراء البيضاء بورصات السياحة في العالم، حيث تعد الأفضل والأغرب بين عشرين موقعا سياحيا فريد على مستوى العالم، لما تتميز به من جمال ساحر يشعرك وكأنك في عالم الكواكب الفضائية التي تحتاج إلى استكشاف.

الصحراء البيضاء

وتقع الصحراء البيضاء على بعد 38 كيلومترا شمال واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد في مصر، وتبعد عن مدينة القاهرة بنحو 500 كيلومتر، وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي 3010 كيلومتر مربع، وتم الإعلان عنها كمحمية طبيعية في عام 2002، بقرار من مجلس الوزراء المصري.

وتسحر محمية الصحراء البيضاء زوارها بجمالها الفريد، حيث تتميز بتكوينات جيولوجية على شكل أعمدة وصخور من الطباشير الأبيض الثلجي، كما تحتوي على مجموعة من المقابر والكهوف النادرة، والحفريات التي يرجع تكوينها إلى عصور ما قبل التاريخ.

بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحيوانات النادرة، مثل: الغزال المصري، واليربوع، وتتميز بطائر “صقر الغروب” الذي تم رصده بأعداد كبيرة فيها، دون غيرها.

تكوين وشكل الصحراء البيضاء

اشتهرت المحمية بلقب «الصحراء البيضاء» نظرًا للون الأبيض الساحر الذي يُغطي معظم أراضيها، فهي محمية للصحاري والمناظر الطبيعية، وتُعد متحفًا مفتوحًا للدارسين من أجل دراسة البيئة الصحراوية والظواهر الجغرافية والحفريات والحياة البرية، حيث تضم المحمية آثارًا تعود لعصور ما قبل التاريخ، وتحتوي على العديد من الحفريات التي تعكس تاريخ المنطقة وتطورها على مر العصور.

وتعتبر الصحراء البيضاء نموذجا لظاهرة “الكارست”، وهي ظاهرة جيولوجية تتشكل بسبب تأثير المياه السطحية والجوفية على الصخور القابلة للذوبان، حيث تؤدي إلى تكوين أشكال جيولوجية فريدة ومعقدة في الأرض، مثل الكهوف والأخاديد والأنهار الجوفية والأودية الكارستية.

فعندما تتساقط الأمطار أو تتسرب المياه الجوفية إلى الصخور القابلة للذوبان، تؤدي هذه المياه إلى تآكل الصخور ببطء، ومع مرور الزمن، تتشكل الكهوف والممرات الجوفية داخل الصخور بأشكال مختلفة ومتعددة.

وتشكلت هذه الصحراء في العصر الطباشيري، أي قبل نحو 70 مليون عام، ونشأت صخورها وتشكلت وديانها نتيجة غمرها ببحر “تيثيس” وه و أحد البحار القديمة التي كانت تفصل بين القارات.

السياحة في الصحراء البيضاء

صخرة عش الغراب بالصحراء البيضاء

وتعد الصحراء البيضاء واحدة من أجمل وأروع الوجهات الرئيسية للسياحة خاصةً لمحبي رحلات السفاري؛ حيث تأتي إليها رحلات السفاري من معظم دول العالم، ورغم ذلك فإن رحلات السياحية الداخلية أقل من المتوقع لمنطقة بهذا الجمال.

وبحسب العاملين في مجال السياحة، فإن محمية الصحراء البيضاء تحظى بشعبية هائلة وتستقطب إليها الزوار بشكل أكبر خلال أعياد رأس السنة “الكريسماس” وأعياد الميلاد، وهي تلك الأيام التي يصبح فيها العدد كبيرا عن غيره من الأيام.

ويتنوع البرنامج السياحي لتلك المحمية الطبيعية، فبخلاف الاستمتاع برؤية المناظر الطبيعية والتخييم والاستمتاع بالعزلة وسط الطبيعة، تتضمن الرحلات مجموعة مختلفة من الفاعليات والأنشطة الترفيهية، منها حفلات الشواء وتناول الوجبات التقليدية المميزة لأهالي الواحات واحتساء الشاي على الفحم، والاستمتاع بالفعاليات الفنية التي تعبر عن تراث أهل الواحة.

ويستمتع السائح باستكشاف التشكيلات الصخرية البيضاء الجميلة والمثيرة، فضلاً عن مشاهدة منظر غروب وشروق الشمس الخلابة والمذهلة فوق تضاريس المحمية التي تشبه الثلوج ببياضها.

مشاهدة الصخور البيضاء بأشكالها الفريدة والعجيبة تعتبر من أبرز عوامل جذب السياح إلى محمية الصحراء البيضاء بالوادي الجديد، حيث تأخذ هذه الصخور أشكالًا منحوتة بصورة مذهلة تجعل من يراها يظن أنها تماثيل صُنِعَت على يدٍ فنان ماهر، وما يُثير الدهشة أكثر هو أن هذه الصخور المنحوتة أصبحت معروفة بأسماء أشكالها النحتية الفريدة.

من بين هذه الصخور المنحوتة والمثيرة للدهشة، هناك “صخرة الجمل” التي تشبه في تكوينها شكل الجمل، وتُعتبر من أبرز الوجهات السياحية داخل المحمية، وأيضا “صخرة المشروم” والتي تُعتبر هي الأخرى واحدة من الأماكن الرئيسية المفضلة للسائحين داخل المحمية.

هذا بالإضافة إلى أن زيارة كهف “الجارة” ومشاهدة جبل الكريستال يعتبران جزءًا أساسيًا من التجربة الاستكشافية للسائحين في الصحراء البيضاء، حيث يتيح كهف الجارة للزئر فرصة لاستكشاف التشكيلات الصخرية المدهشة والمناظر الطبيعية الخلابة، وكذا يثير جبل الكريستال إعجاب الزائرين بجماله وبريقه الطبيعي.

وفي الليل يستمتع الزائرون برؤية أعداد هائلة من النجوم في السماء، حيث توفر الصحراء البيضاء بيئة هادئة لرصد النجوم ورؤية السماء والاستمتاع بجمال الكون في هدوء وسكون تام.

حقيقة عين السرو الجوفية.. البئر العجيب

ويتضمن برامج الرحلات السياحية لمحمية الصحراء البيضاء، زيارة “عين السرو” العجيبة، وهي عين مياه جوفية تتدفق منها المياه بوفرة عندما يقترب منها أي إنسان أو حيوان، وتجف عندما لا يكون حولها أحد، وهو ما يجعلها مكانًا ساحرا ومثيرًا للاستكشاف والتجربة للسائحين والزائرين.

“عين السرو” من الأماكن الساحرة في قلب الصحراء، فهي عين مياه جوفية تفيض بمياهها للزائرين، تتميز بأنها عادةً ما تكون جافة طوال الوقت، ولكنها تمتلئ عندما يقترب منها أي كائن حي، سواء كان إنسان أو حيوان، حيث تبدأ في ملء نفسها بالماء العذب، وبعد مغادرة الكائن الحي عنها، تعود هذه العين الساحرة إلى الجفاف مرة أخرى.

ويروي أهل المنطقة عن “عين السرو” العديد من القصص والحكايات الغريبة والعجيبة والتي يكون بعضها حقيقيا، والبعض الآخر أسطوريا أو من وحي الخيال.

وللوصول إلى هذا الأماكن الساحرة والرائعة الجمال، يحتاج الزوار إلى الاستعانة بأحد سكان الواحات كمرشد للوصول لها، وأيضا إلى سيارة دفع رباعي يمكنها التوغل في قلب الصحراء.

اقرأ أيضا

اخترنا لك