السبت 19 أبريل 2025
spot_img

«طالبان» تحتجز رجالًا وحلاقين بتهم تتعلق بالشريعة

أفاد تقرير حديث صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان “أوناما” بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لحركة “طالبان” قد قامت باحتجاز عدد من الرجال والحلاقين بسبب تسريحات شعرهم، فيما تم القبض على آخرين لتخلفهم عن أداء الصلاة في المساجد خلال شهر رمضان. وفي سياق منفصل، أكدت باكستان استعدادها لإعادة آلاف المهاجرين الأفغان إلى وطنهم.

تقرير “أوناما”

أصدرت “أوناما” تقريرًا مفصلاً استند إلى ستة أشهر من المراقبة اليومية المحايدة في مختلف أرجاء أفغانستان، حول تطبيق “قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. يتناول التقرير تأثيرات هذا القانون منذ فرضه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات التابعة لحركة “طالبان” في 21 أغسطس 2024. ويغطي القانون مجالات متعددة في الحياة اليومية، مثل النقل العام والموسيقى وتصفيف الشعر، ويحظر تحديدًا كشف النساء لوجوههن في الأماكن العامة.

واستعرض التقرير تحذيرات مسؤول بارز في الأمم المتحدة، الذي وصف هذه القوانين بأنها تعكس “رؤية قاتمة” لمستقبل البلاد، مشيرًا إلى القيود المتزايدة المفروضة على المرأة وحقوقها في التعليم والعمل. فيما يواصل مسؤولو “طالبان” رفض هذه المخاوف.

الاحتجازات والتفتيشات

وذكر التقرير أن أكثر من نصف حالات الاحتجاز ارتبطت بعدم التزام الرجال بشروط اللحية أو تسريحات الشعر المعمول بها، كما تم استهداف الحلاقين بسبب تقديمهم خدمات لا تتوافق مع المواصفات. وحذرت “أوناما” من أن هؤلاء الأشخاص يتم إيقافهم بشكل تعسفي، دون مراعاة لأي إجراءات قانونية أو حقوق الإنسان، وقد تم تشديد الرقابة على حضور الصلوات خلال شهر رمضان، ما أدى إلى احتجاز بعض الأشخاص الذين تخلفوا عن الصلاة.

وأشار التقرير إلى أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا القانون من المرجح أن تعمق الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تعاني منها أفغانستان. كما أكدت الأمم المتحدة أن الأمور قد تزداد صعوبة أمام الوكالات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية، مما يؤثر على قدرتها في تقديم المساعدات الضرورية.

أثر القوانين على المرأة

عبّر مجلس الأمن في قراره رقم 2777 عن قلقه العميق حيال تآكل حقوق الإنسان والحريات الأساسية، خصوصاً للنساء والفتيات. وكرر المجلس دعوته لـ”طالبان” بإعادة النظر في هذه السياسات، بما في ذلك القوانين المتعلقة بـ”الرذيلة والفضيلة”.

أظهرت “أوناما” أن تأثير هذه القوانين يمتد ليشمل الجانبين، حيث أن أصحاب الأعمال الصغيرة، مثل صالونات الحلاقة والمدارس الخاصة، يواجهون انخفاضًا كبيرًا في الدخل وفرص العمل، مما يفاقم من التدهور الاقتصادي.

مشاريع التعليم وحرمان النساء

وقدّر البنك الدولي أن حظر التعليم والعمل للنساء يمكن أن يكلف الاقتصاد الأفغاني أكثر من 1.4 مليار دولار سنوياً. ويؤكد زعيم “طالبان” هبة الله أخوندزاده على أولوية تطبيق الشريعة الإسلامية ودور الهيئة في إصلاح المجتمع الأفغاني. وأكّد في رسالة له قبيل عيد الفطر على أهمية بناء مجتمع خالٍ من الفساد.

وفقاً للتقرير، تم تكليف أكثر من 3300 مفتش، معظمهم رجال، بتوعية المجتمع بشأن القانون وتطبيقه. بينما أفادت وزارة الأوقاف بأن لديها الآلاف من الشكاوى التي تمت معالجتها، مدافعةً عن حقوق المرأة بموازاة تطبيق الأحكام الشرعية.

إعادة المهاجرين الأفغان

في سياق متصل، أعلن نائب وزير الداخلية الباكستاني طلال شودري عن استعداد باكستان لإعادة آلاف المهاجرين الأفغان، مع تأكيده على أن أي أجنبي متواجد في البلاد بشكل غير قانوني سيتم ترحيله. ولم يذكر طلال دولًا معينة سيتم نقل المهاجرين إليها، وذلك بعد تعليق البرامج الأميركية لقبول اللاجئين.

تواجه آلاف الأسر الأفغانية تداعيات عدم اليقين بشأن مستقبلها، حيث يسعى بعض الأفغان أيضًا للجوء في دول غربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، مما يزيد من تعقيدات وضعهم الحالي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك