السبت 17 مايو 2025
spot_img

حماس تلتزم السرية بعد استهداف قياداتها في غزة

في ظل الحرب المستمرة والمواجهات العنيفة، أقدمت حركة “حماس” على تشكيل هيكل قيادي جديد بعد مقتل عدد من قادتها البارزين، حيث تم إخفاء هويات القادة الجدد لحمايتهم من أي تهديدات اغتيال. هذا يقود إلى تساؤلات متزايدة حول مستقبل الحركة في غزة، التي تواجه تحديات عديدة.

تطورات الصراع

في 7 أكتوبر 2023، شنت حركة “حماس” هجومًا غير مسبوق على إسرائيل، ما جعل الدولة العبرية تعهد بالقضاء على الحركة، مما أدى إلى شن هجوم عسكري مكثف على قطاع غزة. خلال 18 شهراً، خلفت الهجمات العديد من الضحايا ودمرت أجزاء واسعة من القطاع.

خلال هذه الحملة، اغتالت إسرائيل أبرز القادة في “حماس”، ومن بينهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية. كما طالت الضربات العسكرية قائدها العسكري محمد الضيف، بالإضافة إلى يحيى السنوار، الذي خطط للهجوم على إسرائيل، والعديد من القيادات الأخرى.

سرية القادة الجدد

على الرغم من التحديات، تواصل حركة “حماس” فعالياتها العسكرية والسياسية، مع اتخاذها سياسة التكتّم على أسماء القادة الجدد، خاصة في “كتائب عز الدين القسام”. وأكد مصدر مقرب من الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية أن اسم قائد الكتائب سيبقى سرّياً.

وفقًا لعدد من الباحثين، يبدو أن محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، هو من تولى القيادة، وقد كُلِّف بإدارة مفاوضات الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزوا خلال الهجوم.

تحديات القيادة

تقول الخبيرة المستقلة إيفا كولوريوتيس، إن لمحمد السنوار دورٌ بارز في كل ما يتعلق بالمفاوضات وإدارة الجناح العسكري. بينما تُبرز ليتيسيا بوكاي، أستاذة علم الاجتماع، أن يحيى السنوار كانت شخصيته متميزة، وقد اعتبره مقاتلو الحركة بطلاً.

على الرغم من الوعود الإسرائيلية بالقضاء على “حماس”، تظل الحركة موجودة وتقاتل. فقد أشار ياسر أبو هين، مؤسس وكالة “صفا” للأنباء، إلى أن الخسائر الجسيمة لم تخلق أزمة وجودية للحركة، فهي تعتمد أسلوب إدارتها الخاص.

هيكلية جديدة للحركة

بعد مقتل السنوار، قررت “حماس” تشكيل مجلس قيادي خماسي، برئاسة محمد درويش، ويضم أعضاء من قيادات الحركة في غزة والضفة الغربية والخارج. تتم عملية تعيين الأعضاء الجدد عبر مجلس الشورى، بناءً على النظام الأساسي للحركة.

وفقًا لأحد القياديين، تُتخذ القرارات بأغلبية الأصوات، وتوفر آليات التواصل بين المجالس القيادية. ويصف هذه الآلية بأنها تجمع بين السرية والعلنية.

تحولات في الهيكل القيادي

تشير العديد من التحليلات إلى أن آليات العمل في “حماس” تشبه تلك التي تتبعها أجهزة الاستخبارات. ويظهر من تجارب الحركة في الأزمات السابقة أنها تتمتع بإرادة قوية للتكيف والبقاء. بعد اغتيال مؤسس الحركة في العام 2000، استطاعت “حماس” تجاوز أزمة وجودية، وها هي اليوم تواجه تحديات جديدة.

بالرغم من التصعيد العسكري الذي حول غزة إلى ركام، تثار تساؤلات حول قدرة “حماس” على الاستمرار في إدارة القطاع. ترفض إسرائيل أي دور للحركة بعد الحرب، وهناك اتجاه عربي ودولي يتجه نحو دعم السلطة الفلسطينية للإشراف على غزة.

الأصداء في غزة

مع مرور الوقت، برزت أصوات من داخل القطاع تعبر عن الاستياء من “حماس”، بعد موسم من القصف والدمار. وفي نهاية الشهر الماضي، شهدت غزة مظاهرات نادرة ضد الحركة، حيث ردد المتظاهرون شعارات تدين “حماس” وتنادي بخروجها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك