فرضت السلطات الصينية رقابة مشددة على الوسوم (الهاشتاغات) المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة تصل إلى 104 في المائة، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء. في حين أُتيح تداول وسوم أخرى نشرتها وسائل إعلام حكومية تناولت السخرية من الولايات المتحدة أو عززت نقاط قوة الصين، بحسب ما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز”.
رقابة الحكومة الصينية
ذكرت الصحيفة الأميركية أن مستخدمي منصة “ويبو” للتواصل الاجتماعي واجهوا رسالة عند البحث عن تلك الهاشتاغات تفيد بأنها غير متاحة. هذا الإجراء يبرز توجه الحكومة الصينية في الترويج لانتقادات الولايات المتحدة، مع تقليلها من أهمية الرسوم التي فرضتها الأخيرة.
وسلطت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الضوء على هاشتاغات مثل: “أميركا تخوض حرباً تجارية وهي تتسول للحصول على البيض”، بالإضافة إلى: “الصين لا تثير المشكلات ولكنها لا تخشى منها أبداً”، والتي أطلقتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (CCTV).
تعزيز القوة الاقتصادية
أظهرت وسائل الإعلام الحكومية نبرة مشابهة في تغطيتها، حيث أكدت مقالات في صحيفة “الشعب” اليومية الرسمية للحزب الشيوعي أنها تعلمت كيفية تنويع اقتصادها ودعمه من خلال الاحتكاكات التجارية. وقد ورد في أحد المقالات “الشعب الصيني لا يخشى أبداً أي مخاطر أو تحديات أو صعوبات، ويمكننا اعتبار جميع أنواع الضغوط الخارجية قوة دافعة لتقدمنا”.
بينما لم تُشير مقالات أخرى بشكل مباشر إلى الرسوم الجمركية، إلا أنها أكدت على نقاط قوة الاقتصاد الصيني، وأفادت أحد المقالات في الصفحة الأولى من صحيفة “الشعب” عن الخطوات التي ستتخذها الحكومة لتعزيز فرص العمل للخريجين الجدد.
اجتماعات رسمية وتصريحات غير محددة
أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن الرئيس الصيني شي جينبينغ لم يتطرق بشكل علني إلى الرسوم الجمركية الجديدة، ولكن بعد ظهر يوم الأربعاء، نشرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أول تصريحات علنية له بعد التصعيد الأخير في النزاع التجاري. وفيها ذكر أنه التقى بأقرب دائرته من كبار المسؤولين يومي الثلاثاء والأربعاء لمناقشة سبل تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة و”تعزيز التعاون الصناعي وسلاسل التوريد” في مواجهة “التغيرات العالمية”.
إلى جانب وسائل الإعلام الرسمية، أثار مؤثرون بارزون على منصة “ويبو” مشاعر الثقة ببلادهم. حيث اعتبروا أن الحرب التجارية تعد دليلاً على تراجع الولايات المتحدة، وأن الوقت قد حان لإظهار قوة الصين.
ردود الأفعال على المنصات الاجتماعية
كتب المحامي بانغ جيولين، وهو معروف بوجوده على المنصة ولديه أكثر من 10.5 مليون متابع، قائلاً: “مهما طال أمد رغبتهم في القتال، فالصين قادرة حقاً على فعل كل ما يلزم، وإن من يدفعون الثمن في الصين لن يحتجوا كما حدث في المظاهرات واسعة النطاق في الولايات المتحدة”.
على الرغم من أن بعض مستخدمي “ويبو” أعربوا عن مخاوفهم بشأن تداعيات الحرب التجارية، فإن الأصوات المعترضة أو القلقة كانت بشكل عام محدودة. كما أشار جا إيان تشونغ، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية بسنغافورة، إلى أن الحكومة الصينية قد تسعى لصرف الانتباه عن تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة على الاقتصاد الصيني.
استراتيجية الحكومة الصينية
أضاف تشونغ “أعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني قد لا يرغب في كشف مدى خطورة الأمور”. وأكد أنه قد لا تتوفر لديهم خطة واضحة للتعامل مع هذه التعقيدات حتى الآن، مما يجعلهما يحاولان السيطرة على الخطابات وتوجيه النقد نحو الولايات المتحدة وترمب.