تتواصل معاناة المتقاعد البريطاني بيتر رينولدز وشريكته باربي، المحتجزين من قبل طالبان في أفغانستان، في ظروف وصفها بيتر بأنها تشبه “الجحيم”. اعتُقل الزوجان البالغان من العمر 79 و76 عامًا على التوالي، في شهر فبراير دون توجيه أي تهم ضدهما، وهما يعيشان وضعًا مأساويًا داخل سجن “بول تشرخي” بشمال العاصمة كابل.
اعتقال مفاجئ
تم اعتقال بيتر وباربي مع مترجمتهما وصديقتهما الأميركية، فاي هول، عندما هبطوا في مدرج جوي قرب منزلهما في مدينة باميان. وبعد وصولهم، خضعوا للاستجواب حول وثائقهما وكيفية الحصول على جوازات أفغانية، قبل أن يُنقلوا إلى السجن حيث يواجهون مُحتجزين آخرين من المجرمين والخطرين.
كشف بيتر رينولدز للصحف البريطانية عن تفاصيل مروعة عن وضعهم في السجن، حيث يتعرضون لمعاملة قاسية، مشيرًا إلى أنه مقيد بسلاسل مع مجرمين بينهم قاتلون ومغتصبون. وأوضح أن الأجواء داخل السجن تتميز بالعنف، حيث يقوم الحراس بضرب المحتجزين بأنابيب معدنية، مما يجعل الوضع مروعًا وشبيهاً بـ”جحيم لا يمكن تصوره”.
حياة طويلة في أفغانستان
عاش الزوجان في أفغانستان لمدة 18 عامًا، بعد زواجهما في عام 1970، وعادا لاحقًا لإنشاء مبادرة تحت عنوان “Rebuild” تهدف لتوفير تدريبات في المدارس والشركات المحلية. ومع استعادة الحركة طالبان للسلطة في عام 2021، قرر الزوجان عدم مغادرة البلاد، ولم يواجهوا مشكلات حتى وقوع اعتقالهما المفاجئ.
على الرغم من الآمال الكبيرة في إطلاق سراح الزوجين الأسبوع الماضي، لا يزالان رهن الاعتقال، وسط تقارير تفيد أن باربي تعاني من ظروف أسوأ في السجن من تلك التي يواجهها بيتر. سبق أن تم الإفراج عن صديقتهما الأميركية، ولكن الزوجين لا يزالان محتجزين.
الأوضاع الصحية المتدهورة
أفادت ابنتهما سارة إنتويستل أن بيتر وباربي قد فُصلا عن بعضهما، وتم نقل بيتر إلى “موقع سري”. وذكرت أن حالته الصحية قد ساءت بشكل كبير، إذ يعاني من التهاب في الصدر، وعدوى في العينين، بالإضافة إلى مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي نتيجة لسوء التغذية.
وأشارت سارة إلى أن حياة والدها في خطر ما لم يتلقَ الأدوية الضرورية بشكل عاجل. وفي الوقت نفسه، أشار عبد المتين قاني، مسؤول في طالبان، إلى أنهم يدرسون الوضع ويعتزمون السعي للإفراج عنهما في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن المعتقلين الثلاثة يحملون جوازات أفغانية وبطاقات هوية وطنية.
انتظار الإفراج
كان هناك أمل في الإفراج عن الزوجين خلال عطلة عيد الفطر، غير أنهما لا يزالان محتجزين. وتحثّ عائلتهما الحكومة البريطانية على عدم التدخل في القضية، حيث يأملون أن تُسرّع طالبان من عملية الإفراج عنهما دون الحاجة للتدخل الخارجي.