التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة عسكريين من فرنسا وبريطانيا في العاصمة كييف، الجمعة، لمناقشة خطة لنشر قوة عسكرية أجنبية في أوكرانيا كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار. وأكد زيلينسكي إمكانية التوصل إلى تفاهم في غضون شهر، مضيفاً أن “مجموعات العمل” العسكرية ستعقد اجتماعات أسبوعية لمتابعة تفاصيل الخطة. وأشار إلى أن تركيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وتحدث في هذا الصدد مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
تعزيز الجيش الأوكراني
زار رئيسا الأركان الفرنسي والبريطاني كييف لمناقشة سبل تعزيز قدرات الجيش الأوكراني والدعم الممكن بعد التوصل لوقف إطلاق النار مع روسيا. جاء ذلك في تصريحات لرئيس الأركان الفرنسي تييري بوركار، الذي أضاف أن محادثات أُجريت مع كل من الرئيس الأوكراني والقائد العام للقوات المسلحة أولكساندر سيرسكي، ووزير الدفاع رستم عمروف.
وتمثل هذه الجهود فرصة لتفعيل دور الأوروبيين، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في إرسال “قوة طمأنة” إلى أوكرانيا، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين أوكرانيا وروسيا حول استهداف البنى التحتية للطاقة.
جهود السلام الدولية
وفي سياق متصل، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوسط لإنهاء الصراع. وقد أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار مع روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك وقف الهجمات على البنى التحتية. من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا هاجمت البنية التحتية للطاقة الروسية 14 مرة مؤخراً، رغم الاتفاقات الحالية.
وقد أشار المسؤولون الروس إلى أن الضربات الأوكرانية تسببت في أضرار كبيرة في مناطق مثل بريانسك وبيلغورود وسمولينسك، في حين تتواصل الاتهامات للأطراف العسكرية بتبادل هجمات مثيرة للجدل.
الوضع الإنساني في كريفي ريه
على صعيد آخر، أفادت التقارير بأن هجوماً روسياً على مدينة كريفي ريه وسط أوكرانيا، أدى إلى مقتل 19 مدنياً، بينهم 9 أطفال. في المقابل، ادعت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت تجمعاً عسكرياً في المدينة، مما أثار استنكاراً من قبل الجيش الأوكراني الذي اعتبر البيان الروسي “معلومات مضللة”.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أطلقت صاروخًا على تجمع لجنود أوكرانيين ومدربين أجانب، مسجلةً خسائر تصل إلى 85 جندياً. بينما أكد مسؤولون أوكرانيون أن الضربة أسفرت أيضاً عن وفاة 19 شخصاً بينهم أطفال، بسبب استهداف حي سكني.
ردود الأفعال على الهجمات
ندد زيلينسكي بالهجمات الأخيرة، مؤكدًا أن العالم يمتلك القدرة على إجبار روسيا على التراجع عن سلوكياتها العدائية. واعتبر أن كل هجوم يعكس عدم رغبة روسيا في السلام، وجدد دعوته لمزيد من الدعم الدولي لبلاده.
كما وصف الحاكم المحلي ما حدث بالمدينة بأنه من الأعمال المروعة، مشيراً إلى وجود أطفال وناس عُزَّل بين الضحايا. وأضاف أن البراميل النارية لم تتوقف، وسط استمرار روسيا في تنفيذ أعمالها العسكرية في أوكرانيا.