السبت 28 سبتمبر 2024
spot_img

الذكاء الاصطناعي.. سلاح أمريكي جديد في الساحة العربية

أصبحت منطقة الشرق الأوسط ساحة جديدة لاستخدام أحدث التقنيات العسكرية الأمريكية، وتجربتها بشكل عملي في المعارك الحربية.

خلال العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها أمريكا في العراق وسوريا واليمن، ظهر جندي جديد في ساحات المعارك وهو “الذكاء الاصطناعي”.

يعتمد الذكاء الاصطناعي

الإعلام الأمريكي، نقل عن مسؤول أميركي قوله بأن الجيش الأمريكي اعتمدت على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد الأهداف التي قصفتها في المنطقة العربية خلال الشهر الجاري.

وأكدت شويلر مور، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم“، أن الولايات المتحدة قامت باستخدام الذكاء الاصطناعي لدعم اكتشاف أهداف للغارات الجوية في منطقة الشرق الأوسط خلال شهر فبراير الحالي.

خوارزميات التعلم الآلي

الذكاء الاصطناعي
استخدام الذكاء الاصطناعي في الضربات العسكرية ضد العراق وسوريا

واعتمدت أمريكا في تحديد أهدافها على خوارزميات التعلم الآلي، التي تقوم بتعليم ذاتها على كيفية التعرف على الأشياء، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا المعارك الحديثة، حيث ساهمت هذه التقنية في تحديد أكثر من 85 هدفًا للغارات الجوية الأميركية في يوم 2 فبراير الحالي.

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن تلك الضربات تم تنفيذها باستخدام قاذفات وطائرات مقاتلة أميركية استهدفت سبع منشآت في العراق وسوريا.

وصرحت المتحدثة باسم البنتاغون، جونيتا مور، في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ”، بأن الذكاء الاصطناعي تم استخدامه لتحديد المواقع المحتملة للتهديدات، موضحةً أن هذا النهج قد فتح المجال لزيادة الفرص للاستهداف.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تبحث حاليا عن “عدد هائل” من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لما اعتبرته قوات معادية في المنطقة.

في الأنشطة استخباراتية

وسبق أن أقر الجيش الأميركي باستخدام الخوارزميات الحاسوبية في أنشطة استخباراتية، وتأتي تصريحات جونيتا مور، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، تأكيدًا قويًا على استخدام جيشها للتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتحديد الأهداف التي تم استهدافها في العمليات الجوية، مما يبرز التقدم في استخدام التكنولوجيا في مجالات التحليل واستهداف الأعداء.

وكانت الضربات الأميركية، حسبما أفادت وزارة الدفاع الأميركية، أسفرت عن تدمير صواريخ وقذائف ومخازن للطائرات بدون طيار ومراكز عمليات لمليشيات مدعومة من إيران، وأن هذه الضربات جاءت كرد من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على هجوم استهدف قاعدة عسكرية أميركية في الأردن في 28 يناير، كانت قد أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي.

تحديد أهداف في اليمن

وأوضحت جونيتا مور، المتحدثة باسم البنتاغون، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ساهمت أيضا في تحديد منصات إطلاق الصواريخ في اليمن ضد السفن في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن هذه الأنظمة ساعدت في تنفيذ ضربات صاروخية متعددة أسفرت عن تدمير العديد من تلك المنصات خلال شهر فبراير.

وكشفت عن أن القوات الأميركية في الشرق الأوسط جربت خوارزميات الرؤية الحاسوبية التي تستطيع تحديد الأهداف من صور الأقمار الفضائية وغيرها من مصادر البيانات، وتم استخدامها في التدريبات خلال العام الماضي.

وقالت إنه يتم إجراء التحقق البشري باستمرار من توصيات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالاستهداف، مشيرة إلى أن المشغلين الأمريكيين يتحملون مسؤولية متابعة التطورات ومخاطر أي أخطاء قد تحدث نتيجة للاعتماد على التكنولوجيا، مؤكدة أنه لا يوجد نظام خوارزمي يعمل تماماً بدون مراقبة بشرية، وأن كل خطوة تتطلب إشرافًا نهائيا من الأفراد.

اقرأ أيضا

اخترنا لك