أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رفع السرية عن الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس جون إف كيندي، مما سمح بالكشف عن آلاف الصفحات. ورغم عدم احتواء هذه الوثائق على معلومات جديدة جوهرية حول عملية الاغتيال، إلا أنها أثيرت العديد من نظريات المؤامرة وأعادت تسليط الضوء على مفهوم “الدولة العميقة”، الذي يتكرر ذكره من قبل ترامب في مناسبات متعددة.
رفع السرية عن الوثائق
من خلال قرار تنفيذي، أطلق ترامب وعوده خلال حملته الانتخابية عن الكشف عن الوثائق السرية التي تحيط باغتيال كيندي. وقد أدت هذه الخطوة إلى إفراج غير مسبوق عن آلاف الصفحات، رغم معارضة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي حاولت لسنوات التحفظ على العديد من المعلومات.
على الرغم من عدم توفر معلومات جديدة ذات دلالة، كشفت الوثائق عن مجموعة كبيرة من الهويات السرية والعمليات الاستخباراتية في الستينيات، والتي سعت الوكالة لإخفائها على مدار عقود.
آراء الخبراء
برنامج “تقرير واشنطن”، الذي يعد ثمرة تعاون بين صحيفة “الشرق الأوسط” وقناة “الشرق”، يستعرض التفاصيل المتعلقة بهذه الوثائق وأسباب الكشف عنها، مما يزيد التركيز على مسألة الشفافية في عمل الاستخبارات الأمريكية.
جايمس جونستون، مؤلف كتاب عن اغتيال كيندي ومحامي سابق، صرح بأن الوثائق لم تقدم أي معلومات جديدة حول عملية الاغتيال. وأشار إلى تشكك في وجود المزيد من الوثائق خارج الأرشيف الوطني، حيث لم يتم تسليم الكثير منها إلى اللجان الحكومية المعنية بالتحقيق.
سوق استكشاف التاريخ
مات داليك، المؤرخ الرئاسي وأستاذ الإدارة السياسية بجامعة “جورج واشنطن”، أعرب عن مفاجأته بعد استعراض الوثائق الجديدة، واعتبرها “منجم ذهب” للباحثين في تاريخ الاستخبارات. وأوضح أن الوثائق تكشف عن قلق البيت الأبيض في عهد كيندي من تدخل الوكالة في الشؤون الدبلوماسية.
أما جيمي يوجينيو، الذي ألف عدة كتب حول اغتيال كيندي، فقد أشار إلى ظهور معلومات جديدة لديها دلالات على عمليات “CIA”. ولفت إلى مشروع “Mockingbird” الذي كانت الوكالة من خلاله تتجسس على الصحافيين، مضيفًا أن الغضب الذي شعر به كيندي بعد أحداث “خليج الخنازير” كان ملحوظًا.
قضايا الوثائق المفقودة
جونستون تناول أيضًا قضية الوثائق المفقودة، التي لم تُكشف بشأن اغتيال كيندي، مشيرًا إلى صورة اللقاء الذي جمع رئيس “CIA” الجديد مع ليندون جونسون بعد أيام قليلة من اغتيال كيندي، مطالبًا بالكشف عن تفاصيل هذا اللقاء.
وأشار إلى خطورة طمس الحقائق خوفًا من التورط الأجنبي في الاغتيال، والنتائج المترتبة على ذلك، بما في ذلك إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة.
علاقة كيندي بالوكالة
تظهر الوثائق علاقة متوترة بين كيندي ووكالة الاستخبارات المركزية، ما يشير إلى “دولة عميقة” كما يصفها ترامب. وعلّق جونستون أن كيندي كان يحاول إنشاء سيطرة على الوكالة بعد الأزمات التي عاشتها، في حين يشير يوجينيو إلى عدم قدرة كيندي على تحقيق ذلك.
أما الباحثون فيؤكدون أن الدولة العميقة اليوم هي أكبر وأكثر تعقيدًا مما كانت عليه في عصر كيندي، محذرين من عواقب ذلك على الهيئات الشرعية للحكومة.
نظريات المؤامرة
الاغتيال نفسه أطلق العديد من نظريات المؤامرة، حيث لا يزال البعض يعتبر أن لي هارفي أوزوالد لم يكن الفاعل الوحيد. ومع ذلك، يعتبر بعض الخبراء أنه قد يكون لمفردة مؤامرة دور في ما حدث، فيما يرفض آخرون هذه الفكرة ويؤكدون على وجود أدلة تدعم الروايات التقليدية.
جونستون وديوجينيو يقدمون وجهات نظر مختلفة حول دور أوزوالد، مع التركيز على لجنة وارن التي استنتجت أن أوزوالد هو القاتل الأساسي دون غيره.