كشف موقع «أكسيوس» الأمريكي أن المسؤولين ورجال الأعمال على مستوى العالم يعملون على تطوير استراتيجيات تهدف إلى تقديم مكاسب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يأتي ذلك كوسيلة لتخفيف أي صعوبات قد تواجههم في علاقاتهم مع إدارته وتفادي العقوبات الاقتصادية أو القانونية.
تحضير الهدايا
وأشار الموقع إلى أنه “إذا كنت قائداً أجنبياً أو رئيساً تنفيذياً يستعد للقاء ترامب، أو إذا كنت تسعى لتجنب انتقامات محتملة، يجب عليك التحضير بهدايا”.
كما أضاف أن العديد من الشركات – المحلية والأجنبية – تخشى من الرسوم الجمركية المتزايدة والتغييرات المحتملة في قانون الضرائب. وقد حاولت تهدئة ترامب من خلال تقديم عروض جاذبة.
الاستثمارات الكبرى
ولفت الموقع إلى أن بعض الشركات أعلنت عن استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة منذ انتخاب ترامب في نوفمبر. وكانت جزء من هذه الاستثمارات قيد التجهيز مسبقاً. تلك الإعلانات، رغم أنها كانت مخططة مسبقاً، منحت ترامب فرصة للتفاخر بإعادة الأنشطة الاقتصادية إلى أمريكا.
على سبيل المثال، بعد إعلان شركة هيونداي عن استثمار بقيمة 21 مليار دولار في الولايات المتحدة، أشاد ترامب بالشركة، مردداً ما ستحصل عليه في المقابل، حيث قال: “لن تضطر هيونداي لدفع أي رسوم جمركية”.
علاقة المكسيك بترامب
في سياق متصل، وعدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم بإرسال 10 آلاف جندي إلى الحدود الأمريكية، الأمر الذي ساعد ترامب في تخفيض عمليات عبور الحدود غير القانونية، وهو وعد رئيسي قدمه خلال حملته الانتخابية.
وبناءً على ذلك، أسست المكسيك علاقة أفضل مع إدارة ترامب مقارنة بكندا، التي اتبعت نهج الترهيب والترغيب. وردت الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية وتهديدات اقتصادية ضد كندا، بل اقترح ترامب مراراً أن تصبح كندا الولاية رقم 51.
تسويات ميتا وإكس
على صعيد متصل، وافقت شركة ميتا، مالكة “فيسبوك”، على تسوية قيمتها 22 مليون دولار في أواخر يناير للمساعدة في تمويل صندوق مكتبة ترامب الرئاسية. جرى ذلك بعد رفع ترامب دعوى ضد الشركة لطرده من منصتها.
كما وافقت شركة إكس، المملوكة لإيلون ماسك، حليف ترامب، على دفع 10 مليون دولار كتعويض لطرد ترامب من الموقع المعروف آنذاك باسم “تويتر”، على خلفية أحداث الشغب واقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير.
استخدام السلطة
يعتقد ترامب وفريقه أنهم يستخدمون أدوات السلطة بطرق فريدة، حيث صرح ترامب بأنه يؤمن بأن دولاً أخرى تستغل الولايات المتحدة تجارياً. وبالتالي، فإنهم يسعون لتغيير الوضع القائم من خلال فرض الرسوم الجمركية وإجراءات إضافية.
وأوضح متحدث باسم البيت الأبيض لموقع أكسيوس أن “الرئيس ترامب مفاوض بارع”، مشيراً إلى أنه يستخدم خبرته التجارية لإعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي. وأضاف أن ذلك يجبر الشركات والدول على التفاوض مرة أخرى مع التركيز على مصلحة أمريكا.
تفاصيل اللقاءات السياسية
وأشار الموقع إلى أن بعض الهدايا المقدمة كانت ذات طابع شخصي أكثر منها سياسي. على سبيل المثال، عندما زار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر البيت الأبيض في فبراير، حمل رسالة من الملك تشارلز الثالث، يدعو فيها ترامب لزيارة المملكة المتحدة.
كما صرح ستارمر بأن هذه الزيارة ستكون الأولى حديثاً التي تستضيف فيها المملكة المتحدة زيارتين رسميتين لرئيس، وأشاد ترامب بهذه الدعوة قائلاً: “هذا أمر غير مسبوق”.
جيف بيزوس والواشنطن بوست
وفي سياق آخر، أعلن جيف بيزوس، مالك صحيفة «واشنطن بوست»، عن إعادة هيكلة قسم الرأي في الصحيفة ليتجه نحو المحافظة. وأشار ترامب، بعد ذلك، إلى أنه تناول العشاء مع بيزوس، مشيداً بما يجري من تغييرات ملحوظة في الصحيفة.
أيضاً، تدفع شركة أمازون، المملوكة لبيزوس، ملايين الدولارات مقابل حقوق فيلم وثائقي عن السيدة الأولى ميلانيا ترامب.