أثارت “حادثة سيغنال” جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة وخارجها، وذلك بعدما كشفت مجلة “ذي أتلانتك” تفاصيل سرية تتعلق بمحادثات بين مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب حول توقيت الضربات العسكرية ضد الحوثيين. وذكر جيفري غولدبيرغ، رئيس تحرير المجلة، أنه انضم عن طريق الخطأ، في مطلع شهر أكتوبر، إلى مجموعة سرية عبر تطبيق “سيغنال” لمناقشة خطط عسكرية حساسة.
ردود فعل أميركية
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن العديد من الأمريكيين يعتبرون هذه الحادثة أكثر خطورة من قضايا سابقة تتعلق بإدارة ترمب، مثل الاحتفاظ بوثائق سرية وعدم الامتثال لقرارات التصريف. هذا ويشير تقرير الصحيفة إلى تراجع شعبية الرئيس الحالي بايدن بسبب التحقيق الجاري حول تعاملاته مع الوثائق السرية.
أظهر استطلاع حديث أجري بواسطة “YouGov” أن 74 في المئة من الأمريكيين يرون أن الوضع يمثل مشكلة “خطيرة نوعاً ما”، بينما اعتبر 53 في المئة أن هذه القضية “خطيرة للغاية”.
نظرة مقارنة
نسبة الاعتقاد بأن “حادثة سيغنال” أكثر خطورة تمثل ارتفاعاً ملحوظاً بالمقارنة مع ردود الأفعال السابقة على قضايا مشابهة، مثل البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون، التي تراجعت بين 30 و43 في المئة كمشكلة “خطيرة للغاية” في استطلاعات عام 2015 و2022.
بالنسبة لقضية ترمب، فقد تراوحت النسبة بين 40 و49 في المئة في استطلاعات سابقة. وفيما يتعلق بوثائق بايدن، أظهرت استطلاعات “واشنطن بوست” أن نسبة من اعتبروا القضية “خطيرة للغاية” كانت بين 30 و39 في المئة.
تداعيات جديدة
في الوقت الذي لم تتجاوز فيه أي من القضايا المذكورة الـ50 في المئة، يبدو أن الجدل حول “حادثة سيغنال” قد تفوق عليها بسرعة. واستناداً إلى استطلاع “YouGov”، فإن 28 في المئة من الجمهوريين يصفون هذه الحادثة بأنها “خطيرة للغاية”، وهي نسبة أعلى من تلك الخاصة بالديمقراطيين في قضية كلينتون أو قضايا ترمب.
تشير الصحيفة إلى أن القلق من سوء التعامل مع المعلومات السرية يثير اهتمامات الأمريكيين أكثر من القضايا السابقة. على الرغم من المعاناة التي واجهتها كلينتون بسبب استخدام البريد الإلكتروني الخاص، إلا أن تأثير ذلك كان مختلفاً عن أزمة الوثائق التي واجهتها الإدارتان السابقتان.
إمكانية الأثر السلبي
فيما يتعلق بوثائق ترمب، كانت المشكلة الرئيسية تتعلق بعدم إعادة الوثائق بدلاً من الاحتفاظ بها. أما في “حادثة سيغنال”، فإن المعلومات المُسربة قد تكون لها تداعيات مباشرة على الأمن القومي، حيث إن محادثات المراسلة قد تعرض حياة العديد للخطر في حال وقوعها في الأيادي الخطأ.
بهذا السياق، يبقى أن نرى كيف ستُترجم هذه الأرقام والتوجهات إلى نتائج ملموسة على الساحة السياسية الأمريكية.