الثلاثاء 22 أبريل 2025
spot_img

هدنة محتملة بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود

أعلنت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، أنها حصلت على موافقة مبدئية من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في البحر الأسود، في إطار مفاوضات تجري مع مسؤولين أميركيين في السعودية.

ورغم تبادل موسكو وكييف للاتهامات بمحاولة إفشال الاتفاق، تبقى التفاصيل العملية لتنفيذه غير واضحة حتى الآن.

إليكم أبرز ما يتعلق بالهدنة المقترحة في البحر الأسود:

الاتفاق المبدئي

أكد البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، أن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على “ضمان سلامة الملاحة، والتخلي عن استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود”.

من جهتها، أكدت أوكرانيا هذا الاتفاق، مشددة على أهمية الحصول على “تفاصيل” بشأن تنفيذه من الولايات المتحدة. بينما أكدت روسيا دعمها للاتفاق لكنها أضافت أنها لن تلتزم به إلا بعد رفع العقوبات التي تستهدف صادراتها الزراعية.

لا يزال موعد بدء سريان هذه الهدنة المقترحة غير معروف، حيث لم تُحدد واشنطن تواريخ واضحة بشأن ذلك.

تصريحات زيلينسكي

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه يعتقد بأن الاتفاق دخل حيز التنفيذ بمجرد إعلان الولايات المتحدة عنه. في المقابل، أصر الكرملين على ضرورة الالتزام بالشروط المسبقة التي وضعتها موسكو.

الوضع البحري الحالي

عكس روسيا، حققت أوكرانيا نجاحات ملحوظة في البحر الأسود خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تكبدت السفن الحربية الروسية خسائر جسيمة جراء الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، مما أجبرها على الانتقال إلى شرق البحر الأسود.

في أبريل 2022، تمكنت القوات الأوكرانية من إغراق الطراد “موسكفا”، ما شكل ضربة قوية لمكانة روسيا البحرية. بعد ذلك، لم تشهد الحرب معارك بحرية واضحة، لكن أوكرانيا تواصل استهداف السفن والموانئ الروسية.

من جهة أخرى، تستهدف روسيا الموانئ الأوكرانية بالضربات الجوية، خاصة ميناء أوديسا. وقد حذرت أوكرانيا من أن أي تحرك للسفن الروسية خارج الجزء الشرقي من البحر سيتم اعتباره انتهاكاً للاتفاق.

فشل اتفاق الحبوب

كانت روسيا وأوكرانيا طرفين في اتفاق لتمرير صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، والذي استمر من يوليو 2022 إلى يوليو 2023. هذا الاتفاق مكن أوكرانيا من تصدير الحبوب دون تعرض سفنها لهجمات.

لكن روسيا انسحبت من الاتفاق بسبب عدم الامتثال لاتفاق آخر يضمن صادراتها من الأسمدة والمنتجات الزراعية، الأمر الذي أثر سلبياً على تدفق الحبوب الأوكرانية.

ومنذ ذلك الحين، لجأت أوكرانيا إلى طرق شحن بديلة عبر دول البحر الأسود الأوروبية، وهي طرق أطول لكنها بعيدة عن مرمى السفن الحربية الروسية. وتلقى العديد من الدول في أفريقيا وآسيا احتياجاتهم من الحبوب من روسيا وأوكرانيا.

المطالب الروسية

تسعى روسيا من خلال الهدنة إلى تخفيف القيود المفروضة من قبل الغرب على بنك “روسلخوزبانك” الزراعي المملوك للدولة ومعاهد مالية أخرى متعلقة بالغذاء والأسمدة.

وفي بيانها، أكدت الولايات المتحدة استعدادها لمساعدة روسيا في “استعادة قدرتها على الوصول إلى السوق العالمية لصادراتها الزراعية والأسمدة”، والعمل على تحسين “الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع لهذه المعاملات”.

من جهته، طالب الكرملين بإنهاء القيود المفروضة على “معاملات تمويل التجارة” و”الخدمات المرفئية” فيما يتعلق بالسفن المشاركة في تجارة الغذاء والأسمدة.

وفيما يتعلق بالمجال العسكري، لا يُتوقع أن تسهم الهدنة في البحر الأسود بشكل كبير في إنهاء الهجمات العسكرية بشكل عام، حيث يعتبر العديد من المحللين أن المبادرة ليست فعالة نتيجة لغياب المعارك هناك.

وفي نفس السياق، يعتبر المحلل الروسي سيرغي ماركوف أن الاتفاق يأتي في إطار إظهار الرئيس الأميركي “نجاحاته” في جهود إنهاء الحرب، حتى وإن كانت هذه النجاحات محدودة للغاية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك