تصاعدت التوترات داخل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بعد تسريب خطط عسكرية لاستهداف الحوثيين، والذي أدرج فيه رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” بالخطأ في مجموعة رسائل عبر تطبيق “سيغنال”. المسؤولون في الإدارة، الذين واجهوا انتقادات حادة، لم يترددوا في مهاجمة المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون بسبب استخدام حساب بريد إلكتروني خاص أثناء فترة خدمتها كوزيرة للخارجية. وكالة “أسوشيتد برس” نبهت إلى التناقض بين تصرفات ترمب ومسؤولي إدارته في مواجهتهم لهذا الخرق الأمني مقارنة بردود فعلهم على قضية كلينتون.
تحويل اللوم
بدلاً من التعامل مع الثغرات الأمنية المحتملة أو العواقب المترتبة عليها، انصبّ غضب مسؤولي ترمب على الصحافي الذي أدرج بالخطأ في المحادثة، حيث قام بالإبلاغ عن التسريب. كما أن بعض الأفراد الذين انتقدوا كلينتون لم يعلقوا بشكل علني على الواقعة.
مع توضيح المخاوف السابقة بشأن بريد كلينتون الإلكتروني، الذي اعتُبر غير مؤمّن، أكد المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، أنه لم يوجد دليل على تعرض حسابها للاختراق من قبل جهات معادية.
معلومات عسكرية مسربة
ترمب، في تصريحات له يوم الثلاثاء، أكد عدم تسرب أي معلومات سرية في المحادثة. ومع ذلك، أشار الصحافي غولدبرغ إلى أن الرسائل المحتوية على معلومات دقيقة حول الأسلحة والأهداف وتوقيت الضربات في اليمن قد ظهرت. في السياق نفسه، أكد مجلس الأمن القومي أنه يحقق في الأمر.
وعبّرت كلينتون عن استغرابها من تقرير غولدبرغ، وكتبت عبر منصة “إكس”: “لا بد أنك تمزح”.
ردود على التسريب
خلال حديثه في البيت الأبيض، وصف ترمب المستشار للأمن القومي، مايكل والتز، بأنه “رجل صالح” وأكد أنه سيواصل أداء واجبه بشكل كامل، مضيفاً: “إني أشعر بالارتياح”. وفي مقابلة مع قناة “نيوزماكس”، ناقش ترمب الاتصالات بين مساعديه وغولدبرغ وأكد أنه يثق بالمعلومات التي تُقدم له.
ومع ذلك، لم يكن ترمب خجلاً من انتقاد كلينتون سابقاً، حيث وصف استخدامها لبريد إلكتروني غير آمن بأنه عرّض سلامة البلاد للخطر، وأشار خلال تجمع انتخابي إلى المساهمة الروسية في العثور على رسائلها المفقودة.
الأدوار المتداخلة
والتز، من جهته، أشار خلال اجتماع بأن هناك دروسًا مستفادة للصحافيين، ملقيًا اللوم على غولدبرغ. وفي مقابلة لاحقة، اعترف بالتنسيق للمجموعة المسربة، لكنه أقر بإحراجه من الوضع.
في عام 2016، ناقش هيغسيث القضية وقام بمقارنة تصرفات كلينتون بمن يتعامل بشكل غير سليم مع المعلومات الحكومية، مضيفًا بأن من يفعل ذلك يستحق المحاسبة.
ردود الفعل السياسية
بينما لم يعلق وزير الدفاع على التسريب بشكل مباشر، عبّر عن سخطه تجاه الصحافي الذي اعتبره مخادعًا. في حين صرح نائب كبير موظفي البيت الأبيض في 2022 بأن توجيه الاتهام لكبار المسؤولين في الحكومة كان ضرورة.
جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، أكد في جلسة استماع قانونية أن اتصالاته في مجموعة “سيغنال” كانت قانونية. ولكن في وقت سابق، دعا إلى محاسبة من يسيئون التعامل مع المعلومات الحساسة.
الفروق في التعامل
من جهة أخرى، وصفت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، الفرق بين التسريب غير المقصود وسوء الإدارة المتعمد، مشددة على أهمية التعامل الصحيح مع المعلومات السرية.