دعت السلطات الروسية إلى دراسة آفاق استخدام العملات المشفرة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن تشكيل احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة.
دعوة لدراسة العملات المشفرة
جاء ذلك على لسان ألكسندر شوخين، رئيس اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الروس، خلال مقابلة مع وكالة تاس. حيث أشار إلى أن العملات المشفرة تعتبر، من الناحية العملية، تجاوزًا للحقوق السيادية للجهة المصدرة، وهو ما يدركه أي دولة. إذ لا يرغب البنك المركزي لأي دولة في مثل هذه المنافسة، حيث تفقد السيطرة على الإصدار مع تواجد عدة مراكز لإصداره.
وأكد شوخين أن الدول قد اتفقت منذ فترة طويلة على إمكانية استخدام العملات المشفرة في التسويات الدولية، مع وجود تأثير متزايد للاقتصاد الرقمي.
مزايا العملات المشفرة في ظل العقوبات
وفي سياق العقوبات والقيود المفروضة على معاملات الدفع والتسويات للكيانات الاقتصادية الروسية، أصبحت العملات المشفرة وسيلة رئيسية للتسديد وإجراء المدفوعات، حسبما أشار شوخين.
وأضاف: “تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة ستصبح عاصمة العملات المشفرة، وبدءها في تجميع احتياطيات من هذه العملات، يتطلب منا التفكير في كيفية التعامل مع هذه المسألة بشكل حذر، لتجنب إنشاء مراكز إصدار متعددة، وفي ذات الوقت، تحسين آليات التسويات عبر الحدود واستخدام الأصول الرقمية”.
نظام دفع بديل
بحسب شوخين، فقد تم بالفعل دراسة إنشاء نظام دفع بديل للدولار باستخدام العملات المستقرة (Stablecoin). وبين أن هذه العملات لا تزال مرتبطة بالأصول، موضحًا: “يمكننا التفكير في تطوير نظام مشابه لحقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي، مع إضافة احتياطيات من الذهب”.
وأوضح أن هذا يعني العودة إلى اعتماد معيار الذهب والسلع المتداولة بأسعار مستقرة لفترات طويلة، مما قد يسهم في إنشاء نظام بديل لعمليات الدفع والتسوية التي تدعم العملات الوطنية.
موقف بنك روسيا
في المقابل، أعلنت رئيسة بنك روسيا، إلفيرا نابيولينا، أنه لا توجد حاليًا ظروف تسهم في إدخال العملات المشفرة ضمن احتياطيات البنك المركزي الروسي. وهذا يشير إلى موقف حذر بشأن دمج العملات الرقمية في النظام المالي التقليدي.