الغموض والتكهنات التي أثارتها المخابرات الأمريكية حول سلاح فضائي نووي تسعى روسيا لتطويره، أصبح مصدر قلق يهدد أمريكا وحلفائها، خاصة وأن قدراته التي تم الإعلان عنها تمثل تهديدا مباشرا لتكنولوجيا الفضاء والاتصالات الحديثة، فمهمته الرئيسية هي تدمير الأقمار الاصطناعية.
ما هو سلاح روسيا النووي الفضائي؟
مؤخرا، كشفت شبكة CNN الأمريكية، نقلاً عن 3 مصادر مطلعة، تفاصيل أكثر من تلك التي كشفت عنها الحكومة الأمريكية في وقت سابق، حول هذا السلاح الروسي الجديد.
وقالت المصادر، إن السلاح يعمل عن طريق خلق موجة طاقة هائلة عند تفجيره، مما قد يؤدي إلى شل مجموعة كبيرة من الأقمار الاصطناعية التجارية والحكومية التي يعتمد عليها العالم في الاتصالات المالية وشبكة الإنترنت، مثل أقمار “ستارلينك” التي أطلقتها شركة “سبيس إكس” والتي الذي استخدمتها أوكرانيا بنجاح في حربها مع روسيا.
سلاح اللحظة الأخيرة
مسؤول أميركي ومصادر أخرى، قالت إن هذا السلاح سيكون بالنسبة لروسيا بمثابة “سلاح اللحظة الأخيرة”، لأنه سيلحق ضررا هائلا بالأقمار الصناعية الموجودة في الفضاء، والتي منها أقمار اصطناعية روسية أيضا.
وأكد مسؤولو إدارة بايدن علنا أن السلاح لا يزال قيد التطوير ولم يصل إلى الفضاء بعد، ولكن إذا تم استخدامه فإنه سيتجاوز مرحلة خطيرة في تاريخ الأسلحة النووية ويمكن أن يسبب اضطرابات شديدة في الحياة اليومية بطرق يصعب التنبؤ بها.
كيف يدمر السلاح الأقمار الصناعية؟
هذا النوع من الأسلحة الجديدة، المعروفة لدى خبراء الفضاء العسكريين باسم “النبضات الكهرومغناطيسية النووية”، يخلق نبضة أو موجة من الطاقة الكهرومغناطيسية وطوفانا من الجسيمات المشحونة للغاية التي من شأنها أن تعطل الأقمار الاصطناعية التي تحلق حول الأرض.
الرئيس الأمريكي جو بايدن حاول تهدئة التخوفات الأمريكية، وقال على إنه لا يوجد تهديد نووي لشعب أمريكا أو أي مكان آخر في العالم جراء ما تقوم روسيا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن هذا السلاح الروسي يهدد الأقمار الصناعية والفضاء إذ من المحتمل أن يلحق الضرر بتلك الأقمار الصناعية.
أثار الرعب الأمريكي
وكان رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي مايك تورنر، تحدث بشكل علني للجمهور عن تَقَدُم روسيا في تطوير هذا السلاح النووي الفضائي، دون الإفصاح عن معلومات كافية، الأمر الذي اعتبره الخبراء بأنه كان ضارا للغاية لأن المصدر كان حساسا بشكل لا يصدق.
وطالب مايك تورنر، من الرئيس بايدن رفع السرية عن جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد حتى يتمكن الكونغرس والإدارة الأمريكية وحلفاؤها من مناقشة الإجراءات اللازمة للرد على هذا التهديد علانية.
وكانت الولايات المتحدة أبلغت الكونجرس وحلفاءها في أوروبا بمعلومات استخباراتية حول هذا السلاح النووي الروسي والذي يمكن أن يشكل تهديدا دوليا.
في مرحلة التطوير
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن مسؤولين مطلعين على الأمر، أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة جادة، لكن القدرات لا تزال قيد التطوير، ولم تنشرها روسيا، وأوضح المسؤولون أن هذا لا يشكل تهديدا عاجلا للولايات المتحدة أو أوكرانيا أو حلفاء أمريكا الأوروبيين.
من جهتها، استنكرت روسيا ما وصفته بالادعاءات الأمريكية، حول قدراتها النووية، ووصفته بأنه “افتراء ماكر” وخدعة من البيت الأبيض تهدف إلى إقناع المشرعين الأمريكيين بالموافقة على تخصيص المزيد من الأموال لمواجهة موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لن يعلق على مضمون التقارير قبل أن يكشف البيت الأبيض عن التفاصيل، لكنه قال إن تحذير واشنطن من الواضح أنه محاولة لدفع الكونغرس إلى الموافقة على تخصيص المزيد من الأموال، قائلا: “من الواضح أن البيت الأبيض يحاول، بأي وسيلة، تشجيع الكونغرس على التصويت على مشروع قانون لتخصيص الأموال، وهذا واضح”.
روسيا تهدد بضرب أمريكا بالنووي
في الوقت ذاته، هدد “دميتري مدفيديف” نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، باستخدام الترسانة النووية الروسية ضد الدول الغربية إذا حاولوا إعادة روسيا إلى حدود عام 1991.
وأكد مدفيديف عبر منشور له على تطبيق “تلجرام”، أن انهيار روسيا سيكون له عواقب وخيمة أكثر من أي حرب عادية، وأن إعادة روسيا إلى حدود عام 1991 سيؤدي إلى حرب عالمية مع الدول الغربية.
وحذر قائلا: إن روسيا ستستخدم ترسانتها النووية الاستراتيجية لضرب كييف وبرلين ولندن وواشنطن، وكل الأماكن التاريخية الجميلة الأخرى المدرجة على قائمة أهداف “الثالوث النووي” الروسي.
ودعا مدفيديف الدول الغربية إلى إعادة كل شيء لروسيا قبل فوات الأوان، وإلا فإنها ستعيده بأكبر خسائر ممكنة للعدو، مثلما حدث في أفدييفكا.