الأحد 29 سبتمبر 2024
spot_img

بعد هبوطها على القمر.. اليابان تعود للفضاء بصاروخ “إتش-3”

حققت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا” إنجازًا تاريخيا كبيرا اليوم السبت، بعدما تمكنت بنجاح من إطلاق صاروخ “إتش 3” الفضائي الجديد، حيث يمثل هذا الإنجاز عودة قوية لليابان إلى المسار الصحيح في مجال الفضاء بعد سلسلة من الانتكاسات، بما في ذلك فشل إطلاق صاروخ العام الماضي.

ويُعد إطلاق “إتش-3” ثاني نجاح متتالي لجاكسا، بعدما حققت مركبة “سليم” هبوطًا دقيقًا على سطح القمر الشهر الماضي، تسعى اليابان، وهي لاعب صغير نسبيًا في مجال الفضاء من حيث عدد عمليات الإطلاق، إلى تنشيط برنامجها الفضائي من خلال شراكتها مع حليفتها الولايات المتحدة لمواجهة الصين.

تفاصيل الإطلاق

انطلق الصاروخ “إتش-3” بنجاح من مركز تانيغاشيما الفضائي في الساعة 9:22 صباحًا بتوقيت طوكيو، وكان الصاروخ في المسار الصحيح مع عمل محركاته بشكل صحيح.

نجح الصاروخ في إطلاق حمولته بالكامل، والتي تتكون من اثنين من الأقمار الصناعية متناهية الصغر ونموذج لقمر صناعي.

ميزات صاروخ “إتش 3”

يبلغ طول “إتش-3” 63 مترًا.

صُمم لنقل حمولة وزنها 6.5 طن إلى الفضاء.

يُقلل تكلفة كل عملية إطلاق إلى ما يصل إلى 5 مليارات ين، ما يعادل 33 مليون دولار، أي نصف التكلفة التي يتطلبها الإطلاق بصاروخ إتش-آي.آي.إيه.

خطط المستقبل

تخطط الحكومة اليابانية لإطلاق نحو 20 قمرا صناعيا ومسبارا بصواريخ “إتش-3” بحلول عام 2030.

ويشهد سوق إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء منافسة قوية، بعدما زاد الطلب على إطلاق الأقمار الصناعية بشكل كبير خاصة مع ظهور صواريخ يمكن إعادة استخدامها مرة ثانية مثل (فالكون 9) التابع لشركة سبيس إكس للأغراض التجارية بتكلفة معقولة، إلى جانب عدد من الصواريخ الجديدة التي يجري اختبارات هذا العام، مما يزيد من المنافسة.

هبوط اليابان على القمر

وكانت طوكيو أعلنت نهاية الشهر الماضي، عن استعادة مركبتها “سليم” طاقتها بعد أكثر من أسبوع من هبوطها غير التقليدي على سطح القمر.

وهبطت المركبة “سليم” على سطح القمر في 20 يناير الماضي، على بعد 55 مترًا من هدفها في حفرة تقع بالقرب من خط الاستواء القمري.

واجهت المركبة بعض المشكلات قبل الهبوط، حيث فقدت قوة دفع أحد محركيها الرئيسيين، مما أدى إلى انحرافها عن هدفها.

هبطت المركبة بأمان على منحدر غير وعر، لكنها اتخذت وضعية غير طبيعية، حيث كان أحد محركاتها متجهًا للأعلى.

بسبب عدم الهبوط في المكان المحدد، اتجهت الألواح الشمسية للمركبة نحو الغرب، مما منعها من توليد الطاقة على الفور.

استعادة مركبة سليم طاقتها

بعد 9 أيام من الهبوط، تمكنت “جاكسا” من إعادة الاتصال بمركبة “سليم”.

ويُعتقد أن المركبة استعادت طاقتها بفضل تغير في اتجاه ضوء الشمس.

استأنفت “سليم” عملياتها لتحليل تركيبة صخور الزبرجد الزيتوني على سطح القمر.

تقنية الهبوط “المحدد”

حققت “جاكسا” تقدمًا في تقنية الهبوط “المحدد” القائمة على الرؤية، والتي استخدمتها في هبوط “سليم”.

تعتبر هذه التقنية أداة قوية للاستكشاف المستقبلي للأقطاب الجبلية للقمر، والتي يُنظر إليها كمصدر محتمل للوقود والماء والأكسجين.

ولم تحدد “جاكسا” موعدًا محددًا لإنهاء مهمة “سليم” على سطح القمر، وصممت المركبة للعمل خلال النهار القمري فقط.

ويُعد هبوط “سليم” إنجازًا هامًا لليابان، حيث جعلها خامس دولة تضع مركبة فضائية على سطح القمر، وتُظهر تقنية الهبوط “المحدد” إمكانيات كبيرة للاستكشاف المستقبلي للقمر.

اقرأ أيضا

اخترنا لك