“الصواريخ والحديث المستمر عن الحرب النووية، والشعب المرتعد الذي يعيش في حالة من الذعر”.. هذه هي الصور النمطية التي تتبادر إلى الأذهان ويعرفها الكثيرون عن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون.
يعتبر زعيم كوريا الشمالية، شخصية مقدسة لدى شعبه، عرف بقوته وجنونه، ولم يعتاد العالم على رؤيته في موقف ضعف، أو بكاء، حيث يظهر دائمًا بمظهر يوحي وكأنه خلق للعنف والقوة والتصدي لعدوه الأول: الولايات المتحدة.
زعيم كوريا الشمالية يبكي
أثار كيم جونغ أون، دهشة الكثير من الناس عندما ظهر في حالة من التأثر والبكاء في مؤتمر الأمهات الذي عُقد في العاصمة بيونج بانج.. ففي هذا المؤتمر، ظهر كيم جونغ أون، الملقب بـ”رجل النووي”، وهو متأثر للغاية ومتعاطفا مع الأمهات الحاضرات، مما عكس صورة مختلفة تمامًا عما كان معروفًا به سابقًا بغلظة قلبه وقسوته، والتي كانت تتجلى في قراراته القاسية وقتله للكثيرين من أفراد عائلته المقربين.
الفيديو الذي نُشره التلفزيون الرسمي لكوريا، يظهر كيم جونغ أون وهو يتحدث أمام جمهور كبير من النساء، ولا يستطيع كبح دموعه أثناء تعبيره عن تعاطفه معهن.
دموع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، تساقطت منه خلال “المؤتمر الوطني الخامس للأمهات” والذي عُقد يومي الأحد والاثنين، وذلك أثناء دعوته للسيدات لزيادة عدد المواليد وإنجاب المزيد من الأطفال.
دموع زعيم كوريا الشمالية
وبث تليفزيون كوريا الشمالية الرسمي لقطات مصورة لأعداد كبيرة من الجمهور داخل إحدى القاعات الضخمة في مدينة بيونج يانج، ظهر فيها أعداد من السيدات وهن يهتفن ويهللن عند وصول الزعيم الكوري.
زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الذي عُرف عنه طوال الوقت عصبيته وسطوته القاسية، ظهر بدموعه أمام الكاميرات، وهو مشهد غير مألوف عنه، حيث عُرف بسياساته القاسية والتي تصل إلى حد الإعدامات دون تردد أو نقاش ولأسباب قد تبدو بسيطة للغاية.
فقد عُرف عن كيم جونغ أون إصدار الأوامر بالإعدام بشكل مباشر وبسهولة، كإخراج الماء من فم السقاء، دون أي تردد أو تفكير مسبق.. فمن بين الحالات الشهيرة لذلك، أمره بإعدام وزير التعليم بسبب غفوته خلال اجتماع رسمي، وهو قرار لم يتردد في اتخاذه دون أدنى تردد.
الإعدامات في كوريا الشمالية
لم يفلت منه أيضا وزير الدفاع هيون يونغ تشول، الذي أمر بقتله بصاروخ مضاد للطائرات، بسبب نومه خلال عرض عسكري حضره زعيم كوريا الشمالية.
ولم يفلت منه كذلك وزير الأمن العام، أو سانغ هون، الذي أُعدم بواسطة قاذفة لهب، بسبب صلته مع عم الزعيم الراحل جانغ سونغ تيك، والذي لم يرحم هو الآخر وقُتل في عام 2013.
لا تقتصر الإعدامات على عسكريين ومسؤولين في كوريا الشمالية، بل تمتد أيضًا لتشمل أفرادًا عاديين، فقد تم إعدام رجل بسبب بيعه لأفلام وشرائط موسيقى كورية جنوبية، وهو الأمر الذي لم يتساهل معه كيم جونج أون، والذي أصدر أمر الإعدام بلا تردد.
موسيقى كوريا الجنوبية.. السبب الأكبر
في العام الماضي، نشرت تقارير عن وقوع حوادث مماثلة، حيث جرى إعدام 7 مواطنين رميا بالرصاص -خلال السنوات العشر الماضية- وذلك بسبب مشاركتهم في إنتاج وتوزيع موسيقى البوب الكوري الجنوبي وتبادلها.
وأفادت “مجموعة العمل للعدالة الانتقالية” المنتشرة في كوريا الجنوبية بأنها وثقت 27 حالة من الإعدامات البالغة القسوة التي تمت خلال فترة حكم زعيم كوريا الشمالية، والتي تم تنفيذها عن طريق الرمي بالرصاص.
وأوضحت المجموعة أن التهم التي وجهت لمن تم إعدامهم كانت تتعلق بمشاهدة وتوزيع مقاطع فيديو من الموسيقى التابعة لكوريا الجنوبية، وهو الأمر الذي يظهر صرامة نظام الحكم في التعامل مع أي مظاهر للثقافة الجنوبية في البلاد.