في تصعيد جديد على جبهة الاستخبارات العسكرية، أعلنت أوكرانيا تدمير منصة إطلاق تابعة لمنظومة الدفاع الجوي الروسي المتطورة “إس-400″، خلال عملية استهدفت معدات عسكرية روسية يوم 12 مارس 2025. الحملة نفذتها اللواء المدفعي الـ43 التابع للقوات الأوكرانية، وسط جدل حول التكلفة الحقيقية للخسائر الروسية.
تفاصيل العملية العسكرية
رصدت وحدات استطلاع أوكرانية تحركات المنصة الصاروخية قبل تنفيذ الضربة، وفقا لبيانات رسمية. الفيديو المرفق -الذي انتشر على نطاق واسع- يُظهر لحظة تفجير المعدات، لكن الموقع الجغرافي الدقيق ما يزال غير معلن.
لم تكشف كييف عن نوع السلاح المستخدم في العملية، بينما تشير مصادر محلية إلى تنسيق بين الوحدات القتالية باستخدام معلومات استخباراتية دقيقة. الجانب الروسي لم يعلق رسميا على الحادث حتى الآن.
جدل حول التكلفة المالية
أثارت التقديرات الأوكرانية بتجاوز خسائر الروس مليار دولار جدلا واسعا. الخبراء يشيرون إلى أن الرقم يشمل عادة تكلفة بطارية كاملة من منظومة S-400 (4-8 منصات إطلاق+رادارات)، بينما قد لا تتعدى تكلفة المنصة الواحدة 300 مليون دولار.
تشير اتفاقية التصدير الروسية التركية (2017) إلى أن سعر البطارية الواحدة يقترب من 625 مليون دولار. هذه التفاصيل تطرح تساؤلات حول دقة التصريحات الأوكرانية، خاصة مع عدم إعلان موسكو عن تكاليفها العسكرية الداخلية.
المكونات التقنية للمنظومة
تتكون منظومة S-400 “تريومف” من:
– مركز قيادة متنقل (55K6E)
– رادارات كشف بعيد المدى (91N6E) بمدى 600 كم
– رادارات تغطية شاملة (96L6E)
– 8 منصات إطلاق (5P85TE2) بحمولة 4 صواريخ لكل منها
تختلف أنواع الصواريخ بين نماذج ذات مدى 250 كم (48N6E3) وأخرى بعيدة حتى 400 كم (40N6). هذه المكونات تمكن النظام من التعامل مع 80 هدفا جويا في آن واحد، وفقا لادعاءات روسية.
خسائر سابقة للمنظومة
سجّلت كييف سلسلة ضربات ضد أنظمة S-400 منذ بداية الحرب:
– أغسطس 2023: تدمير منصة في القرم بصواريخ “نبتون”
– سبتمبر 2023: استهداف رادار في منطقة يفباتوريا
– نوفمبر 2023: تدمير 4 بطاريات خلال أسبوع (حسب تقديرات بريطانية)
أحدث هذه الضربات كانت في مايو 2024 باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية، مما يؤشر لتطور القدرات الأوكرانية في استهداف الأنظمة الدفاعية الروسية المتطورة.
تحليلات عسكرية متضاربة
يشير محللون غربيون إلى نقاط ضعف في النظام الروسي:
– اعتماده على أنظمة دعم مثل “بانتسير” للحماية القريبة
– محدودية القدرة على مواجهة الطائرات منخفضة التحليق
– حسب ديفيد هامبلينج (محلل بريطاني)، نجاحات كييف تعكس تطورا في التكتيكات الاستخباراتية
من جهة أخرى، يُقر الخبراء بقوة النظام عندما يعمل ضمن شبكة دفاعية متكاملة. التجارب الميدانية تثبت تفوقه النظري على نظيره الأمريكي “باتريوت”، لكن الخسائر الفعلية تطرح أسئلة حول فاعليته العملية.
سياق الحرب الروسية الأوكرانية
تشكل الحرب -التي انطلقت في فبراير 2022- أطول صراع مسلح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. شهدت تحولات كبرى:
– تحرير خيرسون وخاركيف (2022)
– حرب الاستنزاف (2023-2024)
– استخدام مكثف للطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى
أسفر النزاع عن نزوح 12 مليون شخص وتدمير 50% من البنية التحتية الأوكرانية، وفق إحصائيات الأمم المتحدة. التداعيات العالمية شملت أزمات غذائية وارتفاع أسعار الطاقة، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية دون تحقيق اختراقات ملموسة.
