وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الأردن يوم الأربعاء، ليكون هذا اللقاء الثاني له مع القادة العرب بعد زيارته الرياض، والثالثة بعد أن التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، في خطوة تعكس تطور العلاقات مع “سوريا ما بعد الأسد”.
أهداف الزيارة
الزيارة التي تم التحضير لها قبل أيام، تناولت العديد من الملفات المشتركة بين البلدين، وفي مقدمتها الأمن في الجنوب السوري، تنسيق جهود مكافحة الإرهاب، عودة اللاجئين، ومواجهة عصابات تهريب المخدرات. كما تم بحث سبل دعم الأشقاء السوريين في مجالي إعادة الإعمار وتحسين الكفاءة المؤسسية التي تعزز الخدمات المقدمة.
ومن المقرر أن يلتقي الملك الأردني عبد الله الثاني، الرئيس السوري في العاصمة عمان، وهي أول زيارة رسمية للشرع منذ هروب بشار الأسد إلى موسكو في 8 ديسمبر من العام الماضي. تأتي هذه الزيارة بعد لقائه ولي العهد الأردني الأمير الحسين والرئيس التركي إردوغان أمس.
قمة عربية طارئة
تتم زيارة الشرع إلى عمان قبل أيام من انعقاد القمة العربية الطارئة، المزمع عقدها في 4 مارس. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الدبلوماسية الأردنية إلى تشكيل موقف عربي موحد لمواجهة اقتراحات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.
تحديات الجنوب السوري
يمثّل الجنوب السوري عقدة جغرافية حيوية تربط بين عمان ودمشق، مع ضرورة منع أي تدخل عسكري إسرائيلي قد يؤدي إلى إعادة الفوضى هناك. وتؤكد المصادر الأردنية على أهمية التعامل مع “الأمر الواقع” الجديد في دمشق، مع الإشارة إلى القدرة الديناميكية للشرع في معالجة المشكلات المحلية.
بالرغم من ذلك، لا تزال لدى عمان مخاوف من تدخلات خارجية ومحاولات لتقسيم سوريا طائفياً ومذهبياً. ويعمل بعض النخب الأردنية على متابعة التطورات، حيث يرى البعض أن الشرع يقدم صورة جديدة لدمشق، مغيرة بذلك التواصل التاريخي مع محور الممانعة.
سياسية ولي العهد الأردني
في زيارة أخرى، التقى ولي العهد الأردني الأمير الحسين، الرئيس التركي إردوغان في أنقرة، في خطوة تعتبر الثانية له بعد لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. تعكس هاتين الزيارتين بداية دور الأمير الشاب في شؤون السياسة الخارجية.
ولقد بحث الأمير الحسين خلال زيارته في أنقرة العديد من التعاونات الأمنية بين الأردن وتركيا لمواجهة عودة تنظيم “داعش”، وكذلك النشاطات الإرهابية المتعددة. وقد أكد الجانبان على ضرورة دعم الأمن والاستقرار السوري.
الخطط لدعم غزة
نقل ولي العهد الأردني طلبات من بعض الأطراف العربية لإقناع حركة “حماس” بضرورة التفاوض والمرونة في إعادة إعمار غزة. تسعى عمان عبر دبلوماسيتها إلى التأكد من عدم حدوث تهجير للفلسطينيين، وضمان دخولهم في مفاوضات تتعلق بوقف إطلاق النار.
وتواجه عمان تحديات أمنية جادة تتمثل في التعزيز الإسرائيلي لقيادته على مناطق حدودية، في وقت تتمسك فيه “حماس” بحكم غزة. هذا الوضع العقيم يأتي ضمن محاولات الأردن لدفع خطط إعمار غزة دون فقدان حقوق الفلسطينيين.
جهود مشتركة لتحقيق السلام
تعتبر جهود الأردن لتأمين الدعم العربي لإعادة إعمار غزة جزءاً من استراتيجيته للحفاظ على الاستقرار إقليمياً. كما أكد الجانبان ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام وفقاً لحل الدولتين، واستمرار التنسيق الدائم حول ذلك من خلال “مجموعة الاتصال الإسلامية العربية بشأن غزة”.