أجرى فريق مشترك من قيادة الضربات العالمية التابعة لسلاح الجو الأمريكي وحراس قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا، تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ “Minuteman III” الباليستي العابر للقارات، الذي تم تنفيذه يوم الأربعاء. تأتي هذه التجربة ضمن البرامج الروتينية التي تُظهر قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على أسلحتها النووية الموثوقة.
تأكيد جاهزية الترسانة النووية
صرحت قاعدة “فاندنبرغ” أن هذا الإطلاق التجريبي يهدف إلى ضمان أن الردع النووي الأميركي يبقى آمناً وموثوقاً، مما يسهم في طمأنة الحلفاء وردع التهديدات المتزايدة في القرن الحادي والعشرين.
وقال جيري آشورث، القائم بأعمال وزير القوات الجوية الأمريكية، إن هذه التجربة تجسد التزام وزارة القوات الجوية بتعزيز جاهزية ودقة القوات النووية. وأشار أن نحو 300 تجربة مماثلة قد أُجريت في السابقة، وجاء هذا الاختبار كجزء من التزام الولايات المتحدة المستمر بالحفاظ على قوة ردع موثوقة.
تسهيل استراتيجيات الدفاع
وأكد دوريان هاتشر، نائب قائد وحدة الإطلاق الفضائية “دلتا 30″، أن عمليات الإطلاق التجريبية من قاعدة فاندنبرغ تعتبر جزءاً أساسياً من مهمة واستراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي.
وذكر داستن هارمون، قائد فرقة “TEG” رقم “377”، أن المرحلة التجريبية شملت جمع وتحليل بيانات الأداء لتقييم الكفاءة الفعلية لنظام الصواريخ، ما يساهم في تحسين الدقة والموثوقية للنظام.
تصميم الصاروخ “Minuteman III”
يعتبر “Minuteman III” نظام سلاح استراتيجي يستخدم صواريخ باليستية بمدى عابر للقارات، حيث يتم تخزينها في صوامع محصنة وتُدار من خلال أنظمة متطورة للتحكم.
تم إنشاء برنامج سلاح “Minuteman” في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وتم إطلاق النسخة الأولى في أوائل الستينيات، ليكون خطوة ثورية في مجال التكنولوجيا العسكرية.
يوفر هذا النظام مكوناً سريع الاستجابة وموثوقاً ضمن إطار الردع الاستراتيجي للولايات المتحدة، وقد جرى تطويره من أجل مواجهة التحديات الحديثة والتكيف مع المهام الجديدة.
تفاصيل الصواريخ الباليستية
تتأتى قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الحالية من 400 صاروخ “Minuteman III”، موزعين على عدة قواعد جوية في الولايات المتحدة، مثل قاعدة “FE Warren” في وايومينغ وقاعدة “Malmstrom” في مونتانا.
وزن الصاروخ يبلغ نحو 36 ألف كيلوجرام، مع قطر يصل إلى 1.67 متر، ومدى يتجاوز 6 آلاف ميل، بسرعات تصل إلى 24 ألف كيلومتر في الساعة.
نظام الردع النووي
صنف كادر من المختصين “Minuteman III” كمنظومة باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وتعتبر العنصر الأرضي الرئيس للثالوث النووي الأمريكي.
يعتمد النظام على دقة عالية في الإطلاق، حيث يمكن للصاروخ حمل 3 مركبات إعادة دخول، مع التحسينات المستمرة التي أدت إلى تعزيز قدرات النظام بشكل ملحوظ.
عند تحديث الصواريخ، أنفقت الولايات المتحدة نحو 7 مليارات دولار بين عامي 2002 و2012، بهدف تعزيز كفاءة 450 صاروخًا حتى عام 2030.
