الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

K2ME دبابة خاصة للشرق الأوسط.. كوريا الجنوبية تُلبي احتياجات الخليج

في إطار مشاركة كوريا الجنوبية في معرض الدفاع الدولي “IDEX 2025″، قامت شركة هيونداي روتم بالكشف عن دبابة K2ME، النسخة الخاصة بالشرق الأوسط من دبابة K2 بلاك بانثر المتقدمة. تمثل هذه الخطوة طموح كوريا الجنوبية لدعم صادراتها الدفاعية في منطقة الخليج، مع التركيز على الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

تطوير K2ME

ظهرت دبابة K2ME لأول مرة كنموذج مصغر خلال معرض “IDEX 2023″، ثم تطورت لتصبح منصة متكاملة تلبي الاحتياجات المحددة للجيش في الشرق الأوسط. وتتناول هيونداي روتم حاليًا المفاوضات مع الإمارات بشأن عقد محتمل يتضمن نقل تقني شامل.

تحتوي النسخة الأحدث من K2ME على مجموعة الطاقة المنتجة محليًا بالكامل، مما يزيل قيود التصدير ويعزز استدامة الاستخدام على المدى الطويل للعمليات الدولية.

استراتيجية السوق الدفاعية

تعتبر عملية دمج المحرك ونظام النقل المصنعين محلياً، تعرف باسم حزمة تحسين الحركة والنقل (MTO)، تطورًا هامًا في استراتيجية كوريا الجنوبية للصناعات الدفاعية.

في السابق، واجهت دبابة K2 بلاك بانثر قيوداً في التصدير بسبب اعتمادها على محركات MTU الألمانية وأنظمة النقل Renk، مما كان يتطلب موافقة الحكومة الألمانية قبل البيع لطرف ثالث.

من خلال تجهيز K2ME بوحدة طاقة محلية بالكامل، أنهت هيونداي روتم هذه القيود، مما أعطى كوريا الجنوبية مرونة أكبر في تسويق الدبابة للعملاء المحتملين.

الاهتمام الدولي

تعزز هذه الخطوة قدرات الدعم اللوجستي والصيانة، مما يجعل K2ME خيارًا جذابًا للدول التي تسعى للتميز التشغيلي بعيدًا عن الموردين الغربيين.

في فبراير 2025، وقعت شركة SNT Dynamics الكورية الجنوبية عقدًا بقيمة 92.86 مليون دولار لتزويد الجيش الكوري الجنوبي بدبابات K2 مزودة بمحرك كوري جديد، مع بدء التسليمات عام 2026.

لا يقتصر الأمر على تأكيد التزام كوريا الجنوبية بالانتقال إلى أنظمة ذاتية بالكامل لقواتها المدرعة، بل أيضًا يعد بمثابة دعم قوي للمشترين الدوليين الذين يقيمون كفاءة K2ME.

ميزاتها التقنية

تعتبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الدول النشطة في دراسة حصولها على دبابات قتال رئيسية على نطاق واسع، مما يجعل K2ME متنافسًا قويًا في سوق الأسلحة الإقليمي. لطالما اعتمدت هذه الدول على مزيج من المنصات الأمريكية والأوروبية والروسية، بما في ذلك M1A2 أبرامز، وليوبارد 2، وسلسلة T-90.

ومع ذلك، مع التركيز المتزايد على تنويع مصادر الشراء وضمان عقود نقل التكنولوجيا، تبدو عروض كوريا الجنوبية قادرة على المنافسة أمام البدائل الغربية والروسية.

تحتفظ K2ME بمبادئ التصميم الأساسية لدبابة K2 بلاك بانثر، لكن تم إجراء تعديلات لتحسين جاهزيتها للعمل في بيئات صحراوية قاسية. وتشمل هذه الخصائص نظام تبريد متقدم مصمم لتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وتحسين الترشيح الهوائي للعمليات في الظروف الرملية، وتكوين درع معزز لمواجهة التهديدات الإقليمية مثل صواريخ مضادة للدبابات وعمليات الهجوم بالطائرات المسيّرة.

يبلغ وزن الدبابة حوالي 55 طنًا وتعمل بمحرك ديزل Doosan DV27K بقوة 1,500 حصان، مرتبطًا بناقل حركة أوتوماتيكي من SNT Dynamics، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعات تصل إلى 70 كم/س (43 ميلاً في الساعة) على الطرق، مع القدرة على اجتياز التضاريس الوعرة بفعالية.

تتميز بعلاقة مستقرة مع نظام تعليق هيدروليكي هوائي، والذي يوفر إمكانية تعديل ارتفاع السطح، وزيادة الاستقرار على الأرض غير المستوية، وتحسين راحة الطاقم. وتتمثل الأسلحة الرئيسية للدبابة في مدفع عيار 120 مم L/55، المطور من قبل هيونداي WIA، والقادر على إطلاق أنواع عديدة من الذخائر القياسية برفقة حاملة ذخيرة أوتوماتيكية، مما يقلل عدد الطاقم إلى ثلاثة أفراد: قائد الدبابة، ورامٍ، وسائق.

التكنولوجيا المتقدمة

تشتمل الذخائر الثانوية على مدفع رشاش 7.62 مم ومحطة مدفعية ثقيلة 12.7 مم على السطح للاستخدام ضد الأفراد ومواجهة الطائرات المسيّرة.

تعتبر واحدة من ميزات K2ME البارزة هي نظام التحكم في النيران المتقدم. الدبابة مزودة بجهاز حاسوب بالستي حديث، ومناظير تصوير حراري لكل من الرامي والقائد، وإمكانية التعيين المستقل للأهداف مما يسهل الاستجابة السريعة في ساحة المعركة.

هذا النظام يعزز من الوعي والسلوك على أرض المعركة، مما يمنح K2ME ميزة كبيرة في الحروب المدرعة الحديثة. كما تدمج الدبابة نظام حماية نشط يعتمد على الرادار قادر على اكتشاف وتحييد صواريخ مضادة للدبابات، مما يزيد من فرص نجاتها.

تعتبر الاستدامة اللوجستية وسهولة الصيانة من العوامل الحاسمة في قرارات الشراء بالنسبة للجيش في منطقة الخليج. وقد أشارت هيونداي روتم إلى التصميم المعياري لـ K2ME، الذي يسهل استبدال المكونات بشكل سريع ويحسن من عملية الصيانة.

علاوة على ذلك، أظهرت كوريا الجنوبية رغبة قوية في التعاون بشأن الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا، مما يعد بمثابة جانب جذاب للمشترين في الشرق الأوسط الذين يسعون لتعزيز صناعاتهم الدفاعية المحلية. في حال انعقاد صفقة مع الإمارات أو السعودية، قد تمهد الطريق لتعاون دفاعي أوسع بين كوريا الجنوبية ودول الخليج.

الفرص المستقبلية

يضع إدخال K2ME في معرض “IDEX 2025” كوريا الجنوبية كلاعب جدي في سوق دبابات القتال الرئيسية العالمية. مع تزايد القيود على الموردين الغربيين بسبب الاعتبارات السياسية وتأثر صناعة الدفاع الروسية بالتحديات الجيوسياسية المستمرة، تمتلك كوريا الجنوبية فرصة لملء فجوة حيوية.

سواء تمكنت K2ME من تأمين عقد في الشرق الأوسط، فسيبقى أمرًا ينتظر المتابعة، لكن الإعلان عنها يُشير إلى تصميم هيونداي روتم على توسيع نفوذها خارج منطقة آسيا والمحيط الهادئ. إذا تحقق النجاح، فقد تصبح K2ME محورية في جهود تحديث الجيوش الخليجية، مقدمةً بديلاً حديثًا وفعّالًا من حيث التكلفة للمنصات القديمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك