أعلنت شركة أورالفاغونزافود (UVZ) الروسية، التابعة للشركة الحكومية روستيخ، عن استعدادها لتحديث الدبابات السوفيتية والروسية التي تم تصديرها إلى الخارج. جاء ذلك خلال فعاليات معرض IDEX 2025 في أبوظبي، حيث أكدت الشركة أنها قادرة على تقديم ترقيات لآلاف الدبابات من طرازات T-72 وT-80 وT-90 والتي لا تزال قيد الخدمة في دول صديقة.
استمرارية الدبابات السوفيتية
في بيانها، أوضحت “أورالفاغونزافود” أن “آلاف الدبابات السوفيتية والروسية التي تم تسليمها على مدار الخمسين عامًا الماضية لا تزال تعمل في دول أجنبية”.
وأضافت الشركة أنها جاهزة لتحديث هذه الدبابات لتصل إلى مستويات دبابات T-72B3M وT-80BVM وT-90MS، مما يضمن بقاء جاهزيتها القتالية في أعلى المعايير.
تجارب معززة
عمليات القتال الحقيقية ساعدت على تعزيز مستوى الجاهزية التشغيلية للمركبات المدرعة، حيث أدت هذه العمليات إلى ترقيات كبيرة تؤكد إمكانياتها التقنية الهائلة.
تُعتبر دبابات T-72 وT-80 وT-90 من المنتجات التي تم تصميمها في الحقبة السوفيتية ولاحقًا في روسيا، وقد تم توزيعها على نطاق واسع في العديد من الدول حول العالم، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من القوات المسلحة للعديد من هذه البلدان نظرًا لفعاليتها من حيث التكلفة وموثوقيتها.
توزيع الدبابات العالمية
أنتجت دبابة T-72 لأول مرة في عام 1973، وقد تم تصديرها لأكثر من 40 دولة، مما يجعلها واحدة من أكثر تصميمات الدبابات انتشارًا عالميًا. في أوروبا الشرقية، تُشغل كرواتيا حوالي 75 دبابة من طراز M-84A4 Sniper، وهي نسخة من T-72M، بينما تمتلك جمهورية التشيك حوالي 30 دبابة من طراز T-72M4CZ.
وفي إفريقيا، تملك إثيوبيا عددًا كبيرًا من دبابات T-72، مع تقديرات تصل إلى حوالي 221 دبابة، العديد منها تم الحصول عليه من اليمن وأوكرانيا.
إرث تاريخي في العراق
أما في الشرق الأوسط، فقد كانت العراق تاريخيًا مشغلًا رئيسيًا، حيث يُقدر عدد دبابات T-72 القابلة للخدمة في أواخر التسعينات بحوالي 776 دبابة، على الرغم من أن الأرقام الحالية أقل وضوحًا بسبب الحروب والخسائر اللاحقة.
تشمل الدول الأخرى المشغلة سوريا، التي شهدت تدمير عدد كبير من دباباتها T-72 خلال الصراعات المستمرة، واليمن، التي انخرطت كذلك في نزاعات داخلية متنوعة.
تحديات ودبابات T-80
بالنسبة لدبابات T-80، التي تعد أول دبابة سوفيتية تتميز بمحرك توربيني غازي، فإن استخدامها أقل انتشارًا بسبب ارتفاع تكاليف صيانتها واستهلاك الوقود مقارنةً بدبابات T-72 التي تعمل بالديزل.
استحوذت دول مثل كوريا الجنوبية على 33 دبابة من طراز T-80U واثنتين من T-80UK من روسيا. بينما تشغل قبرص 27 دبابة T-80، وروسيا البيضاء تمتلك حوالي 95 دبابة. ورثت أوكرانيا عددًا كبيرًا منها من الحقبة السوفيتية، حيث تملك حوالي 271 دبابة نشطة، على الرغم من أن العديد منها تم الاستيلاء عليها أو تدميرها خلال النزاع الأخير مع روسيا.
الأسواق العالمية لدبابات T-90
تمثل دبابة T-90، التي تُعتبر تطورًا من T-72، الجيل الأحدث من الدبابات الروسية. تُعد الهند أكبر مشغل خارج روسيا، حيث احتفظت بعدد كبير من الدبابات المنتجة بموجب الترخيص، المعروفة باسم T-90S Bhishma.
كما تمتلك الجزائر وأذربيجان دبابات T-90، حيث استحوذت الجزائر على نحو 300 وحدة، بينما تمتلك أذربيجان عددًا أقل. وغالبًا ما تُعتبر هذه الدبابات خطوة للأمام من حيث التقنية ووسائل الحماية مقارنةً بدبابات T-72.
حاجة ملحّة للتحديث
تحتاج عدة دول بشكل عاجل إلى تحديث دباباتها، وخاصة أوكرانيا نظرًا لصراعها المستمر، حيث لديها حاجة ملحة لتحديث أسطولها من دبابات T-72 وT-80. العديد من هذه الدبابات تم ترقيتها أو يجري تحديثها بتكنولوجيا محلية، لكن سرعة ونطاق هذه التحديثات مقيدان بالموارد المتاحة ومتطلبات النزاع الشديدة.
تنال سوريا أيضًا اهتمامًا خاصًا بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بأسطول دباباتها، إذ تتطلب تعزيزات كبيرة للحفاظ على فعاليتها العملياتية.
التحديات في العراق وإثيوبيا
بالنسبة للعراق، على الرغم من تلقي بعض التحديثات، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات بسبب المعدات القديمة من الحقبة السوفيتية، مما يستدعي إما تجديدًا شاملاً أو استبدالًا.
تستفيد جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي حصلت على دبابات من أوكرانيا، من التحديث لضمان جاهزية دباباتها وفعاليتها في مختلف السيناريوهات العملياتية.
تحديثات مستمرة في الهند
تواجه إثيوبيا، بالرغم من احتفاظها بعدد كبير من دبابات T-72، تحديات مماثلة مع معداتها القديمة، حيث يمكن أن يمدد التحديث من عمر هذه المركبات وكفاءتها. حتى الهند التي قامت بنشاط بتحديث أسطولها من دبابات T-90، تدرك الحاجة لمواكبة التقدم التكنولوجي للحفاظ على تفوقها على خصومها الإقليميين.
إن الدبابات T-72 وT-80 وT-90 لا تزال قيد الخدمة في جميع أنحاء العالم، وتختلف الحاجة للتحديث بشكل كبير حسب البلد. تلعب عوامل مثل النزاعات المستمرة، القيود الاقتصادية، والاحتياجات العسكرية الاستراتيجية أدوارًا مهمة في تحديد جدول تحديث الدبابات.
تؤثر المشهد الجيوسياسي والتحالفات العسكرية أيضًا على هذه القرارات، إذ تسعى الدول للحفاظ على أو تعزيز قدراتها الدفاعية في بيئة أمنية تتطور باستمرار.