أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني (186 مليون دولار) لأوكرانيا، وذلك خلال اجتماع في بروكسل يوم الأربعاء. وسيمول هذا الدعم تسليم طائرات مسيرة ودبابات وأنظمة للدفاع الجوي، وفقًا لتقارير من رويترز وRIA Novosti.
تفاصيل المساعدات العسكرية
لم تتضح بعد الأنظمة والمنصات المحددة التي سيتم إرسالها. ومع ذلك، تخطط المملكة المتحدة لمزيد من التسليمات لنظام الدفاع الجوي القصير المدى Gravehawk في عام 2025. تُعتبر هذه الزيادة المالية جزءًا من حزمة أكبر بقيمة 4.5 مليار جنيه إسترليني خصصتها لندن للمساعدات العسكرية لأوكرانيا هذا العام.
استخدمت القوات الأوكرانية بالفعل طائرات مسيرة بريطانية طورها نظام “كاميكازي” في ضربات ضد الأهداف الروسية. ومن غير المحتمل أن يتم تسليم المزيد من دبابات Challenger 2 بسبب محدودية التوافر، إذ من المحتمل تخصيص الأموال لتجديد وترقية دبابات Leopard 1 أو T-72M1، التي قد يتم الحصول عليها من المخزونات التشيكية، قبل إرسالها إلى أوكرانيا.
دعم بريطانيا المستمر لأوكرانيا
تُعتبر المملكة المتحدة من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، حيث قدمت مساعدات عسكرية كبيرة لتعزيز دفاع كييف ضد العدوان الروسي. وبنهاية يناير 2025، كانت المملكة المتحدة قد التزمت بحوالي 16 مليار دولار في المساعدات العسكرية، مما يجعلها واحدة من أكثر الحلفاء وفاءً لأوكرانيا.
شملت هذه المساعدات معدات متنوعة، وبرامج تدريب، ودعم مالي، مما يعكس الهدف الاستراتيجي لبريطانيا في مساعدة أوكرانيا على صد القوات الروسية وتعزيز أمنها وصناعتها الدفاعية.
تاريخ المساعدات العسكرية
منذ البداية، كانت المملكة المتحدة من بين الدول الأولى التي قدمت المساعدات القاتلة، مما وضع سابقة لبقية الشركاء الغربيين. في أوائل عام 2022، زودت لندن أوكرانيا بأسلحة مضادة للدبابات مثل NLAWs وأنظمة Javelin، التي ثبتت أهميتها في وقف تقدم القوات الروسية المدرعة خلال المراحل الأولى من الغزو.
بحلول مارس 2022، قدمت المملكة المتحدة أيضًا صواريخ Starstreak ودرعًا واقيًا وخوذًا وأحذية، حيث تم إرسال أكثر من 4,000 وحدة من NLAW للقوات الأوكرانية. كانت هذه المساعدات المبكرة حيوية، خاصة مع مواجهة أوكرانيا لضغوط شديدة، لا سيما حول كييف، وساعدت في تغيير الزخم لصالح المدافعين الأوكرانيين.
توسيع نطاق الدعم وتطوير القدرات
مع تقدم الحرب، توسع دعم المملكة المتحدة من حيث النطاق والتعقيد. بحلول منتصف عام 2022، تم إطلاق عملية Interflex، وهو برنامج تدريبي تحت القيادة البريطانية، حيث تم تدريب أكثر من 50,000 جندي أوكراني بحلول نهاية عام 2024. مدعومًا من قبل 12 دولة متحالفة، ركز البرنامج على تجهيز الجنود بالمهارات اللازمة للمعارك، ويستمر حتى عام 2025 لضمان استعداد مستدام.
كما بدأت المملكة المتحدة في إمداد أنظمة أكثر تقدمًا، بما في ذلك الصواريخ الموجهة وأنظمة الدفاع الجوي وقدرات الضرب بدقة على المدى الطويل. في عام 2023، التزمت بريطانيا بمطابقة مستويات مساعداتها العسكرية لعام 2022، والتي بلغت 2.9 مليار دولار، وبحلول عام 2024، وعدت بتقديم 3.8 مليار دولار سنويًا، وهو التزام أكده وزير المالية راشيل ريفز في أكتوبر 2024، مشددًا على الدعم “لمدة طويلة من الزمن”.
التحديات والمخاوف
لم تكن المساعدات العسكرية التي تقدمها المملكة المتحدة خالية من التحديات، خصوصًا بالنسبة لمخزونات البلاد. أثارت التبرعات بمعدات مثل دبابات Challenger 2، التي تم إرسال 14 منها من مخزون نشط محدود يتكون من 157 دبابة، مخاوف بشأن جاهزية القوات لإجراء عمليات قتال كبيرة محتملة.
مع ذلك، واجهت المملكة المتحدة هذه المخاوف عن طريق الاستفادة من الشراكات الدولية، مثل صندوق الدعم الدولي لأوكرانيا، الذي شهد تعهدات بأكثر من 1.6 مليار دولار من الحلفاء لشراء المعدات بسرعة.
شراكات استراتيجية وتطوير الصناعة
في عام 2025، تم إبرام عقد بقيمة 286 مليون دولار مع شركة BAE Systems لإحياء إنتاج أسطوانات المدفعية في يوركشاير، مع إرسال منتجات مبدئية إلى أوكرانيا للتكامل، مما يمثل دفعة كبيرة لكل من قدرات أوكرانيا ونمو الصناعة البريطانية.
بحلول يناير 2025، بلغ إجمالي المساعدات العسكرية من المملكة المتحدة منذ فبراير 2022 أكثر من 400 قدرة مختلفة، تتراوح بين الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي إلى القوارب البحرية والذخائر. وكان أحد التطورات الملحوظة هو نظام Gravehawk للدفاع الجوي، وهو تعاون بين المملكة المتحدة والدنمارك، مصمم لإعادة استخدام صواريخ جو-جو للدفاع عن الأرض، خصيصًا لتلبية احتياجات أوكرانيا.
التدريب والتعاون
بالإضافة إلى ذلك، وسعت المملكة المتحدة عرضها التدريبي، حيث استضافت ضباط أوكرانيين في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية وأرسلت طلاب بريطانيين إلى أوكرانيا لتبادل المعرفة القتالية. وأكد رئيس الوزراء كير ستارمر، مشددًا على التزام بريطانيا، في يناير 2025، أن “أمن أوكرانيا هو أمننا”، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذا الدعم.
ماليًا، لعبت المملكة المتحدة أيضًا دورًا رائدًا في آليات التمويل المبتكرة. في عام 2025، قدمت قرضًا بقيمة 2.9 مليار دولار كجزء من خطة تسريع الإيرادات الاستثنائية لمجموعة السبع، ليتم سدادها باستخدام الأرباح من الأصول السيادية الروسية المعطلة.
استدامة المساعدات ومراجعة السياسات
هذا القرض، إلى جانب 3.8 مليار دولار من المساعدات القاتلة سنويًا، مكن أوكرانيا من الاستثمار في معدات حيوية، بما في ذلك الأنظمة المصنعة في بريطانيا. تمتد قيادة المملكة المتحدة إلى فرض العقوبات، حيث اتخذت تدابير بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أدت إلى حرمان روسيا من أكثر من 400 مليار دولار من الإيرادات منذ عام 2022، مما زاد الضغط على آلة الحرب الروسية.
بينما كانت دعم المملكة المتحدة قويًا، إلا أنه لم يكن خاليًا من الاعتبارات المحلية والدولية. أدى إحياء صناعة المدفعية والعقود الدفاعية إلى خلق وظائف ودعم النمو الاقتصادي، بما يتماشى مع خطة الحكومة للإصلاح.
ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن استدامة هذه المساعدات، خاصة في ظل التحولات المحتملة في السياسات الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي عاد إلى منصبه في يناير 2025.
استجابة المملكة المتحدة للتحديات
يجادل النقاد بأن اعتماد أوروبا على مساهمات دفاعية محدودة podría يتركها معرضة للخطر، لكن إجراءات المملكة المتحدة—مثل تطوير أنظمة مثل Gravehawk وبرامج التدريب المستدامة—تظهر موقفًا استباقيًا في تعزيز مرونة أوكرانيا وتعزيز موقعها الاستراتيجي في الأمن الأوروبي.