الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

بعد انسحاب F-35.. المقاتلة الروسية SU-57 تتفوق في عرضها بسماء الهند

شهد معرض “ايرو إنديا” الذي يُعتبر الأكبر في الهند، الظهور الأول لطائرة سو-57 الروسية، لتشكل نقطة انطلاق لمنافسة شرسة مع الطائرة الأمريكية إف-35. المفاجأة كانت في انسحاب سلاح الجو الأمريكي من العروض الجوية المخطط لها للطائرتين إف-35 وإف-16، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الانسحاب المفاجئ.

ظهور سو-57 في الأضواء

تُعد سو-57 واحدة من طائرات الجيل الخامس النادرة والتي دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي، وقد قامت روسيا بالترويج بشكل مكثف لهذه الطائرة كبديل عن الطائرة إف-35، مما جعل ظهورها في “ايرو إنديا” يحظى بتركيز إعلامي كبير. ومع عدم وجود عرض إف-35 لمنافسة سو-57، حصلت الأخيرة على فرصة ظهور فريدة.

على الرغم من أن التفوق في التمويه والحرب الشبكية يُعد من نقاط قوة الطائرة إف-35، إلا أن أداءها الحركي تعرض للنقد، في حين تبرز سو-57 كطائرة متميزة في المعارك القتالية القريبة بفضل محركاتها ذات الدفع المتغير القوي، ما يمنحها القدرة على القيام بمناورات منخفضة السرعة بشكل مذهل. وتشير المصادر إلى أن النسخ المستقبلية من الطائرة ستقوم بتحسين قدراتها على الطيران بسرعة فائقة.

عدم المنافسة في العروض الجوية

هذه ليست المرة الأولى التي تتجنب فيها الطائرات الأمريكية المقارنة المباشرة مع المقاتلات الروسية في المعارض الجوية الكبرى. فقد أثارت طائرات مثل سو-27 وميغ-29 وسو-35 إعجاب الجماهير بعروض بهلوانية تميزت بقدرتها الفائقة، مما جعلها تتفوق على نظيرتها الغربية في المناورات.

تظهر تقييمات الطيارين الأمريكيين والحلفاء الذين خاضوا تدريبات ضد الطائرات الروسية، أن الإف-35 تتمتع بتفوق في القتال من مسافات بعيدة، لكن تظل في موقف ضعيف خلال المعارك القريبة ضد طائرات مثل سو-57 ذات المناورة الفائقة.

تجارب القتال الفعلية

لقد اختبرت روسيا سو-57 في سيناريوهات قتال حقيقية فوق أوكرانيا، حيث تم استخدامها في مهام قتالية وأدوار الحرب الإلكترونية، ولكن قدرة الطائرة في القتال الجوي ما زالت موضع تكهنات.

تشير التدريبات القتالية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي إلى أن الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع مثل إف-16 وإف/أيه-18 تتفوق على الإف-35 في الاشتباكات القريبة. ومن الواضح أن سو-57 قد تحمل أفضلية كبيرة في القتال القريب بفضل تصميمها الذي يهدف إلى تعزيز المناورة.

خيارات الهند المستقبلية

بالنسبة للهند، يبقى القرار بشأن اقتناء طائرة مقاتلة من الجيل الخامس قيد الدراسة. بينما تنظر الهند في خيارات غربية وداخلية، يُعتبر الإف-35 محدودًا بقيود صارمة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بكيفية الاستخدام والصيانة. وأشار قائد القوات الجوية السابق أنيل تشوبرا إلى أن الهند تحترس من تاريخ واشنطن في ضغطها على الحلفاء، ما يجعل سو-57 خيارًا أكثر استقلالية.

تتأثر استراتيجية الهند لشراء الطائرات المقاتلة بحساباتها الجيوسياسية بالإضافة إلى الأداء. تاريخيا، الهند حققت توازنًا في تسليحها الدفاعي بين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، محافِظة على الاستقلال الاستراتيجي.

التعاون التكنولوجي مع روسيا

لطالما كانت روسيا المورد العسكري الرئيسي للهند، لكن السنوات الأخيرة شهدت جهود نيودلهي لتنويع خياراتها. قد يضع اختيار سو-57 المزيد من الضغط على العلاقات الهندية-الأمريكية، في ظل جهود واشنطن لمنع الحلفاء من الاستفادة من العتاد العسكري الروسي.

في الوقت نفسه، يظل برنامج الطائرة المقاتلة الهندية من الجيل الخامس AMCA قيد التطوير، مما يترك فجوة مؤقتة في القدرات التي يمكن أن تعمل كل من الإف-35 وسو-57 على سدها. قد يتوقف الأمر على الشروط التي تقدمها كل دولة بشأن نقل التكنولوجيا والاستقلال التشغيلي الطويل الأمد.

يعتمد اقتناء الهند للتكنولوجيا الأمريكية على عقود لاستخدامها، بينما تأتي سو-57 مع قيود سياسية أقل وإمكانية أكبر للتعاون التكنولوجي، بما في ذلك الإنتاج المحلي تحت ترخيص.

علاوة على ذلك، يعني الشراكة الدفاعية الطويلة للهند مع روسيا أن تكامل سو-57 في البنية التحتية العسكرية الحالية سيكون أكثر سلاسة. يعرف الطيارون والفرق الصيانة بالفعل كيف يعمل الطيران الروسي، مما يسهل عملية الدعم اللوجستي.

في المقابل، يتطلب الانتقال إلى الإف-35 إعادة هيكلة شاملة للبروتوكولات التدريبية، ومرافق الصيانة، وتوافق البرمجيات، مما يسبب تكاليف إضافية وتأخير.

مع محاولات واشنطن لمنع الهند من تعزيز علاقاتها الدفاعية مع موسكو، كان عرض سو-57 في “ايرو إنديا” بمثابة انتصار للروس في صراع الطائرات العسكرية على المستوى الدولي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك