الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

سفيرة إسرائيل السابقة تنتقد “السلام البارد” مع مصر

أميرة أورون، السفيرة الإسرائيلية السابقة لدى مصر، وجهت انتقادات حادة لنظام القاهرة في دراسة جديدة، مشيرة إلى تصاعد “السلام البارد” بين البلدين في ظل تصاعد التوترات الأمنية الإقليمية.

دعوة لتقييم العلاقات

في دراسة حديثة نشرها معهد “ميتفيم” للدراسات الإستراتيجية والسياسة الخارجية الإقليمية لإسرائيل، سلطت أميرة أورون، السفيرة السابقة لدى القاهرة، الضوء على التغيرات السلبية في العلاقات المصرية الإسرائيلية. وشاركت في إعداد الدراسة مع البروفيسور إيلي بودا من الجامعة العبرية، مبرزين كيف أن تصاعد هجمات حماس والحرب في غزة أعاد للعداء الإعلامي تجاه إسرائيل زخمه السابق.

الصورة السلبية لإسرائيل

تشير الدراسة إلى أن إسرائيل لم تستفد تقريبا من سمعة إيجابية في مصر منذ توقيع اتفاقية السلام في 1979. فعلى الرغم من بعض التحولات الإيجابية في السرد الإعلامي، إلا أن وسائل الإعلام والنظام التعليمي المصريين استمرا في نشر صور سلبية عن إسرائيل، مما أسهم في تعزيز المشاعر المعادية للسامية في بعض الأحيان.

كما تؤكد الدراسة على أن كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” لا يزال متداولا في المكتبات المصرية، وأنه على الرغم من بعض التحسينات التي طرأت على المناهج الدراسية، إلا أن الهجمات المتكررة على إسرائيل لم تتوقف، خصوصاً خلال فترات التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين.

السلام البارد يتجمد

أوضحت أميرة أورون أن “السلام البارد” يوحي بتوتر متزايد على مر الزمن. وفي عام 2018، كان هناك تحسن ملحوظ في التعليم المصري، حيث تم تعديل المناهج لتعزيز قيم التعايش وإزالة التعبيرات السلبية عن إسرائيل. ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة قد غيرت هذا الاتجاه بشكل جذري.

وحذرت السفيرة من أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في مصر تعكس موقفًا سلبيًا قويًا تجاه إسرائيل، وهو ما لم يكن له مثيل في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن هذا الخطاب الإعلامي يعمل على تقويض الشرعية الدولية لإسرائيل.

قضية غزة وأمن مصر

تعد قضية غزة قضية هامة للأمن القومي المصري نظرًا للحدود المشتركة بين الجانبين. ولعبت مصر دورًا محوريًا في الوساطة لوقف التصعيد العسكري في غزة عبر التوصل لوقف إطلاق نار طويل الأمد.

تجدر الإشارة إلى أن ردود الفعل على الأحداث في القدس خلال عملية “حارس الأسوار” في مايو 2021 أظهرت انحيازًا إعلاميًا نحو الرواية الفلسطينية، مُهمَلًا الضرر الذي لحق بالمواطنين الإسرائيليين.

التصورات السلبية للإعلام المصري

تستند الدراسة إلى ست نقاط رئيسية تُميز صورة إسرائيل في وسائل الإعلام المصرية، حيث تُصور كدولة تعتمد بشكل مفرط على القوة العسكرية، مع إهمال لأبعاد الاحتلال الطويل الأمد.

  1. الغطرسة والعمى الاستراتيجي: تنقل وسائل الإعلام المصرية أن إسرائيل تعمل بشكل غير مُدرك لخططها وبالتالي لا تفهم نوايا العدو.
  2. العنف المتعمد والقسوة: تركز التقارير المصرية على الكوارث الإنسانية التي تتسبب فيها إسرائيل، مع تجاهل للعنف الذي تمارسه حماس على الإسرائيليين.
  3. حكومة الإرهاب الإيديولوجي: تصف وسائل الإعلام المصرية الحكومة الإسرائيلية بأنها تدعم الفكر الإرهابي ضد الفلسطينيين.
  4. المؤامرات ضد مصر: تُشير وسائل الإعلام إلى أن إسرائيل تتآمر للإضرار بالأمن القومي المصري.
  5. استمرار الاستيطان والاستعمار: يُعتبر التواجد العسكري الإسرائيلي بمثابة رغبة في التوسع والاستغلال.
  6. تجاهل القانون الدولي: يتم تقديم إسرائيل على أنها تتجاهل التزاماتها القانونية العالمية.

الواقع المتغير في الشرق الأوسط

تعود الانتقادات القاسية لإسرائيل في وسائل الإعلام المصرية إلى نهج يسمح بهذا الانتقاد كاستراتيجية لتنظيم الضغوط، وأيضًا ردًا على ممارسات الحكومة الإسرائيلية التي تفتقر للحساسية تجاه دول المنطقة.

وأشارت أورون إلى أن الواقع الإقليمي قد تغيّر جذريًا منذ اتفاقية السلام مع مصر، خصوصًا بعد إقامة اتفاقيات إبراهيم، مما يتطلب من إسرائيل التنسيق مع الدول الإقليمية. ورغم أهمية العلاقات مع القيادات العربية، إلا أن الرأي العام يبقى عنصراً لا يمكن تجاهله.

الجدير بالذكر أن معهد “ميتفيم” تأسس في 2011 بهدف تحسين السياسة الخارجية لإسرائيل وتعزيز السلام مع الفلسطينيين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك