يستقبل وفد من حكومة النيجر في الجزائر حالياً، حيث يسعى إلى إنهاء خلافات حادة نشأت الصيف الماضي نتيجة الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، والذي زاد من تفاقم الأزمة موقف نيامي من عمليات ترحيل مهاجرين من الجزائر، بالإضافة إلى انزعاج الجزائر من تعاون السلطة العسكرية الانتقالية مع مجموعات «فاغنر» الروسية لمكافحة الإرهاب على الحدود.
محادثات استراتيجية
بدء وزير البترول النيجري، صحابي عومار، يوم الأحد، محادثات مع سكرتير الدولة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، تناولت “تعزيز الشراكة الثنائية وتنفيذ مشاريع التنمية المشتركة”، بما في ذلك مشروع البحث والاستكشاف لشركة سوناطراك الجزائرية في النيجر، ومشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
كما تم الاتفاق على دعم جمهورية النيجر في مشروع إنشاء مصفاة لتكرير النفط ومركب بتروكيماوي في منطقة دوسو، فضلاً عن تدريب الكوادر النيجريين في مجال المحروقات، وذلك وفقاً لبيان وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية.
زيارة متعددة الوفود
يرافق صحابي عومار خلال هذه الزيارة، التي تستمر لعدة أيام، وزير الموارد المائية والتطهير والبيئة، إلى جانب مسؤولين من وزارة البترول والشركة الوطنية للبترول «سونيديب».
وأشار البيان الحكومي الجزائري إلى أن أجندة الزيارة تتضمن العديد من اللقاءات المهمة، بما في ذلك اجتماع مع وزير الدولة محمد عرقاب، فضلاً عن لقاءات مع مسؤولين من سوناطراك، ما يعكس حرص البلدين على تعزيز تعاونهما الاستراتيجي في قطاع الطاقة.
التحديات الاقتصادية
تشير البيانات إلى أن النيجر ليست شريكاً اقتصادياً رئيسياً للجزائر، حيث لم تتجاوز حجم التجارة بين البلدين في العام 2022 مبلغ 600 مليون دولار.
ويعتبر مراقبون أن الزيارتين قد تمثلان فرصة لانفراجة في العلاقات بين البلدين، حيث تم وقف الحوار بينهما منذ صيف 2023، إثر رفض السلطة العسكرية الجديدة مقترح الجزائر للوساطة مع الرئيس المعزول، مما أدى إلى توتر كبير.
حساسية الموقف
تعاملت السلطة العسكرية بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني مع الموقف الجزائري بحساسية، حيث استدعت الخارجية النيجرية سفير الجزائر في أبريل للاحتجاج على عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين نيجريين، معتبرة أنها انتهكت كرامتهم.
من جهة أخرى، ترى الجزائر أن تدفق المهاجرين من 12 دولة أفريقية عبر حدود النيجر يُمثل تهديداً لأمنها الداخلي، مما زاد من تعقيد العلاقات.
تفاقم الأزمة
تفجرت الأوضاع في أبريل، حين شددت الجزائر لهجتها ضد انتشار عناصر فاغنر الروسية في النيجر، وفق اتفاق يقضي بتأسيس وحدات عسكرية تُعرف باسم “فيلق أفريقيا”، مما وسع نطاق التفويضات الأمنية إلى حدود الجزائر مع النيجر التي تمتد لأكثر من 900 كلم.
يُذكر أن العلاقات الجزائرية مع جارتها الأخرى مالي تواجه تحديات منذ العام الماضي، بعد قرار الحاكم العسكري العقيد عاصيمي غويتا بوقف العمل باتفاق السلام الذي ترعاه الجزائر، واصفًا الموقف الجزائري بأنه “عمل عدائي ضد مالي”.