الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

تغريدة مصرية تثير ردود فعل إسرائيليّة قوية.. الحرب على “X”

شهدت منصة “إكس” موجة من التفاعل الحاد خلال الساعات الماضية، بعدما نشر اليوتيوبر والمحلل السياسي المصري محمد نور رسالة تحذيرية لعناصر الجيش الإسرائيلي، أثارت ردود فعل متباينة وفتحت الباب أمام سجالات سياسية ساخنة.

تحذيرات مباشرة وتصعيد في الخطاب

في تغريدة شديدة اللهجة، حذر محمد نور الجيش الإسرائيلي من العواقب الوخيمة لاستمرار مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة، داعيًا الجنود إلى التمرد على قادتهم قبل أن يجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الجيش المصري. وقال نور: “الحرب مع مصر تعني نهاية إسرائيل، فمصر تمتلك قدرات عسكرية رادعة، والرهان على استمرار الصراع دون حساب هذه المعادلة سيكون مغامرة كارثية”.


نور كتب: “رسالة إلى الجيش الإسرائيلي: على مدار 16 شهرًا، انخرطتم في حرب دون تحقيق أي نتيجة تُذكر، وخسرتم الكثير من جنودكم وضباطكم، بينما اكتسبتم المزيد من المعدات والآليات. والآن، تسعى حكومتكم المتطرفة إلى التضحية بكم، والزج بكم في مواجهة قد تؤدي إلى حرب مع الجيش المصري الكبير.

وأضاف: “الحرب مع مصر تعني نهاية إسرائيل، فمصر تمتلك أسلحة دمار شامل قادرة على محو إسرائيل من خريطة العالم. الأمر لا يتعلق بحماس أو حزب الله أو حتى إيران، بل بجيش قادر على سحق أعدائه. وكما تمتلكون أسلحة دمار شامل، فإن مصر تملك ما سيدمير إسرائيل بالكامل.”

وتابع: “أنصحكم بالتمرد على قادتكم، ومطالبتهم بالتراجع عن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وإلا فإن الثمن سيكون مواجهة الجيش المصري المدمر.. أنقذوا حياتكم، وحياة عائلاتكم، ومنازلكم من الدمار، وعِيشوا بسلام إلى جانب الدولة الفلسطينية”.

تفاعل رسمي وردود فعل غاضبة

لم تمر هذه التصريحات مرور الكرام، إذ أشار نور إلى تلقيه تهديدات مكثفة عقب نشر تغريدته باللغة العبرية في صفحات إسرائيلية بارزة. كما استجاب مسؤولون إسرائيليون للتغريدة، بمن فيهم شخصيات من مكتب رئيس الوزراء وقيادات عسكرية، مما أدى إلى تبادل تهديدات مباشرة بين الجانبين.

وفي المقابل، جاءت ردود فعل عناصر الاحتلال الإسرائيلي متشددة، حيث كتب أحد المستخدمين: “سنرد على أي تهديد بالقوة، ولن تكون هناك فرصة لمصر لتكرار سيناريو الماضي”، فيما استشهد آخر بحرب يونيو 1967، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتسامح مع أي تهديد يمس أمنها القومي.

أشعلت تصريحات نور الغضب لدى المحتلين، حيث اعتبرها البعض تحريضًا مباشرًا ضد الجيش الإسرائيلي، وكتب أحدهم: “سنلقي قنبلة نووية واحدة على جيشك ولن ترى سيناء إلا في أحلامك”.

قوة الجيش المصري وتاريخه العسكري

يمتلك الجيش المصري سجلًا حافلًا بالانتصارات والقدرات العسكرية التي تجعله قوة لا يستهان بها، ويعد انتصاره الساحق في حرب أكتوبر 1973 أحد أبرز المحطات التي رسخت مكانته كجيش قادر على تحقيق المفاجآت العسكرية وقلب موازين القوى.

ففي تلك الحرب، تمكن الجيش المصري من قهر ما سمي بـ”الجيش الذي لا يقهر” وحطم خط بارليف المنيع، الذي كان يوصف بأنه أقوى خط دفاعي في العالم، ونجح في عبور قناة السويس خلال ساعات، ما شكل صدمة استراتيجية وعسكرية للاحتلال الإسرائيلي وأجبره على الدخول في مفاوضات سلام.

هذه الحرب تعكس مدى قدرة الجيش المصري على التخطيط والتنفيذ، ما يجعل أي مواجهة معه تحمل أبعادًا استراتيجية خطيرة.

تداعيات محتملة وتصاعد التوتر

ومع احتدام الجدل وتزايد حدة التصريحات، باتت منصة “إكس” ساحة جديدة للصراعات السياسية، تعكس التوترات المتنامية على أرض الواقع. ويبقى السؤال: هل ستظل هذه المواجهة في إطار التصريحات الإعلامية، أم أنها مؤشر على تصعيد أكبر قد تكون له تداعيات ملموسة على المشهد الإقليمي؟

 

اقرأ أيضا

اخترنا لك