تحسين دقة الصواريخ الروسية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قدراتها في دقة الصواريخ واعتراض الدفاع الجوي قد تحسنت بشكل ملحوظ، مُرجعة ذلك إلى إنجازات علمائها ومهندسيها. وأكد العقيد جنرال فاسيلي تروشين، نائب رئيس هيئة الأركان ورئيس اللجنة العسكرية العلمية، أن دقة الضربات تصل الآن إلى أكثر من 90%.
كما أشار تروشين إلى الأداء المُعزز للدفاع الجوي ضد الصواريخ الغربية مثل “ستORM شادو” و”أتاكems”، بالإضافة إلى تحسين القدرة على اعتراض الطائرات بدون طيار ضمن نطاقات سرعات وارتفاعات أكبر. وأوضح أن “هذا البحث ساعد أنظمة الدفاع الجوي لدينا على مواجهة الصواريخ الغربية بفعالية أكبر وتوسيع نطاق التفاعل لديها”.
تحديات التحقق من الادعاءات الروسية
رغم أن الادعاءات الروسية تبقى صعبة التحقق بشكل مستقل، إلا أنها تتماشى مع رواية الكرملين الأوسع الخاصة بالتكيف مع الأسلحة التي زودت بها الغرب على ساحة المعركة. ومع ذلك، يبقى سؤال ما إذا كانت هذه التقدمات قد غيرت الميزان بشكل ملموس في أوكرانيا بدون إجابة.
تشكل تسليم صواريخ “أتاكems” و”ستORM شادو” إلى أوكرانيا فصلًا مهمًا في الصراع المستمر مع روسيا. فقد مكنت هذه الأنظمة المتقدمة أوكرانيا من تحقيق توازن جديد في القوة، وأدخلت ديناميكيات تكتيكية جديدة في الحرب.
تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا
بدأت الولايات المتحدة بتسليم صواريخ أتاكems إلى أوكرانيا في أواخر عام 2022، بعد سلسلة من التصعيدات من قبل القوات الروسية، ولم يتم الإفصاح عن العدد الدقيق للصواريخ الموردة، ولكن يُعتقد أنها كانت جزءًا من حزمة عسكرية واسعة لتعزيز قدرات الدفاع الأوكراني.
من جانبها، أعلنت المملكة المتحدة في مايو 2023 عن تزويد أوكرانيا بصواريخ “ستORM شادو”. جاء قرار المملكة المتحدة ردًا على الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، مما أتاح لأوكرانيا إمكانية الضرب على مسافات أطول. كما قامت فرنسا بتزويد أوكرانيا بنسختها من الصواريخ، المعروفة باسم “SCALP-EG”، في نفس الفترة.
تأثير الصواريخ على الاستراتيجية
تم الاحتفاظ بكميات هذه الصواريخ توصف بالسرية، لكن التقارير تشير إلى أنها كانت كبيرة بما يكفي لإحداث تأثير استراتيجي. وقد شهدت أوكرانيا واحدًا من أول الهجمات البارزة باستخدام هذه الصواريخ على الأراضي الروسية في نوفمبر 2024، حين أطلقت أوكرانيا صواريخ “ستORM شادو” البريطانية نحو روسيا، مما يُعَد تحولًا سياسيًا ملحوظًا بعد تخفيف إدارة بايدن القيود على استخدام الصواريخ الموردة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الأهداف داخل روسيا.
إجراءات الدفاع الروسية
استهدفت هذه الضربات منشآت عسكرية، بما في ذلك مركز قيادة تحت الأرض في منطقة كورسك، حيث كان من المقرر استهداف جنرالات روسيين وكوريين شماليين. قبل ذلك بيوم، استخدمت أوكرانيا صواريخ أتاكems لضرب منشأة عسكرية في بريانسك، مما يُظهر مدى و دقة الصواريخ. وتأتي هذه الأعمال كجزء من استراتيجية أوسع لأوكرانيا لتعطيل اللوجستيات والهياكل القيادية الروسية داخل الأراضي الروسية.
تركزت الدفاعات الروسية ضد هذه الصواريخ بشكل رئيسي حول أنظمتها الدفاعية المتطورة، حيث زعمت روسيا أن أنظمة S-300 وS-400 قد أثبتت فعاليتها ضد كل من أتاكems وستORM شادو. صُممت هذه الأنظمة لرصد وإسقاط كل من الصواريخ الهجومية والمقذوفات الباليستية، مما يوفر دفاعًا متدرجًا يشمل القدرات بعيدة المدى والقصيرة.
دفاعات التحديات والتقنيات الحديثة
يبرز نظام S-400 بشكل خاص بقدرته على التعامل مع أهداف على مسافات ضخمة، ويُعتقد أنه قادر على مواجهة مدى كلا النوعين من الصواريخ. ومع ذلك، فُحصت فعالية هذه الأنظمة بشكل كبير، خاصة مع التقارير التي تشير إلى نجاح الضربات الأوكرانية.
تُشير السجلات العامة إلى أن حالات النجاح في اعتراض صواريخ أتاكems وستORM شادو نادرة، ويرجع ذلك لعلاقة العمليات العسكرية السريّة. ورغم ذلك، ادعى الإعلام الحكومي الروسي وبيانات رسمية أحيانًا نجاحاته في عمليات الاعتراض.
تتضمن هذه الاعتراضات جزءًا من الاستراتيجية الأوسع لروسيا لتكييف آلياتها الدفاعية، بما في ذلك استخدام الحرب الإلكترونية لتعطيل أنظمة توجيه الصواريخ ونشر فخاخ لتشويش التهديدات الواردة.